فتح حصون خيبر على يد الامام علي

فتح حصون خيبر على يد الامام علي 

فتح حصون خيبر على يد الامام علي
فتح حصون خيبر على يد الامام علي 

 


24 رجب عام 07 هج


فتح حصون خيبر على يد الامام علي وعودة جعفر الطيار (ع) من الحبشة 


لقد خرج مع النبي (ص)  إلى خيبر ما يقارب من ألف وستمائة مقاتل، بينهم مائتا فارس، وعندما أشرف(ص)  على خيبر قال داعياً ربه: «اللهم ربّ السماوات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا نسألك خير هذه 

القرية، وخيرأهلها، وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها، وشرّ أهلها، وشرّ ما فيها»

وكانت حصون خيبر سبعة وهي: (ناعم) و(القموص) و(الكتيبة) و(النطاة) و(شق) و(الوطيح) و(سلالم)، وقد شيدت هذه الحصون بحيث يسيطرسكانها على خارج 

الحصن سيطرة كاملة، وكانوا يستطيعون إبعاد أي عدو، وإفشال أي محاولة تهدف للاقتراب من الحصن

وكانت خطة النبي في بداية التحرك قطع النقاط والطرق الحساسة ليلاً عن كل حصن من هذه الحصون، وفعلاً خرج مزارعوا خيبر 

وعمالهم إلىأراضيهم في الصباح وإذا بهم يفاجؤون بجنود الإسلام حول حصونهم، وقد سدّوا عليهم جميع الطرق، فأفزعهم ذلك، وخافوا خوفاً شديداً، فأدبرواوهم يقولون: محمد والجيش معه. وبادروا فوراً إلى إغلاق أبواب الحصون وإحكامها.

ولكن على الرغم من كلّ التكتيك العسكري لليهود والحصانة الكبيرة، والقتال المستميت فقد استطاع المسلمون فتح أكثر هذه الحصون، وكان أولحصن فُتح هو (ناعم) ثم (القموص) الذي كان يرأسه أبناء أبي الحُقيق، وأُسرت فيه (صفية بنت حُيي بن أخطب)، التي صارت 

فيما بعد من زوجاترسول الله(ص) ، ثم فتح (الكتيبة) وبعده (النطاة)..

واستعصت باقي الحصون كسلالم والوطيح على المسلمين، فبعث رسول الله(ص)  أبا بكر وأعطاه رايته البيضاء على رأس جماعة من المقاتلين، ولكنهسرعان ما رجع، ولم يفتح واحداً منها، وكان كل من أبي بكر 

والجيش يلقي اللوم على الآخر، ويتهمه بالجبن والفرار، فبعث النبي في اليوم الآخر عمربن الخطاب، فسرعان ما عاد فزعاً مرعوباً

أو يجبّن أصحابه، وأصحابه يجبّنونه، فأغضب النبي(ص)  ذلك، فجمع الناس وقال لهم:

«لأعطينّ الراية غداً إلى رجل يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسولهُ، يفتح الله على يديه، كرّار غير فرّار»

بات الأصحاب وكل واحد منهم يتمنى أن يكون صاحب هذا الوسام الخالد، وفي الصباح نادى النبي(ص) : أين علي؟ فقيل: يا رسول الله به رمد،وهو راقد بناحية،

فقال (ص): إئتوني بعلي، فأمرّ - رسول الله(ص)  يده الشريفة على عيني علي(ع) ودعا له بخير فعوفي من ساعته، ثم دفع اللواء إلى علي، وقالله: اذهب ولا تلتفت. فوقف علي(ع)  ومن دون أن يلتفت، قال لرسول الله (ص): وعلى ماذا أقاتلهم، قال (ص): على الإسلام أو الجزية.

لمّا وصل علي إلى الحصون كان قد ارتدى درعاً قوياً، وحمل ذا الفقار، وأخذ يهرول بشجاعة منقطعة النظير والجند خلفه، حتى ركز 

راية النبيالبيضاء على الأرض تحت الحصن، فلما رأى اليهود دنوه نحو الحصن أخذ يخرج كبار صناديدهم، وكان أول من خرج إليه 

أخو مرحب ويدعىالحارث، فتقدم إلى علي وصوته يدوي في ساحة القتال، بحيث تأخر من كان خلف علي من الجند فزعاً وخوفاً، 

ولكن سرعان ما جندله أميرالمؤمنين بسيفه ورمى به جثة هامدة على الأرض، فغضب مرحب (بطل خيبر المعروف) لقتل أخيه، فخرج من الحصن وهو غارق في السلاح، قد لبسدرعاً يمانياً، -وقيل داودياً، ووضع على رأسه خوذة منحوتة من حجارة خاصة، وتقدم نحو علي كالفحل الصؤول يرتجز، ويقول:

انا الذي سمتني أمي مرحبه

قد علمت خيبر أني مرحــب ***** شاكي سلاحي بطل مجرب

أطعن حينا وحينا أضـــرب ***** إذا الليوث أقبـــلت تــــلتهب

فرد عليه علي (ع):

أنا الذي سمتني أمي حيدره 

ضـــــرغام آجـــام وليث قسورة *** عـــــبل الذراعين شديد القصره

كليث غابـــات كـــريه المــــنظرة ***على الأعادي مثل ريح صرصرة

أكيلكم بالسيف كـــيل السندرة *** أضــــــربكم ضـربا يبين الفقره

وأترك القـــرن بقــــاع جــــزره *** أضرب بالســـيف رقاب الكفرة

ضـــرب غــــلام مـــاجد حــزوره *** مـــن يترك الحـــق يقوم صغره

أقـــتل منــهم سبــعة أو عشرة *** فكـلهم أهـل فســوق فـــجره

فأخذا يتبادلان الضربات بالسيوف، وقعقعتها تثير الرعب والفزع في قلوب المشاهدين، وفجأة هبط سيف بطل الإسلام القاطع على 

المفرق من رأسمرحب قدّت خوذته نصفين ونزلت على رأسه وشقته نصفين إلى أسنانه.

لقد كانت هذه الضربة من القوة بحيث أفزعت أكثر من خرج مع مرحب من أبطال اليهود وصناديدهم ففروا من فورهم، ولجأووا إلى 

الحصن، وبقيجماعة فقاتلوا علياً منازلة حتى قتلهم جميعاً، ثم لاحق الفارين منهم حتى باب الحصن، فضربه عند الحصن رجل من اليهود فطاح ترسه من يده،وجاءته السهام تترى فقلع باباً على الحصن وأخذ يتترس به عن نفسه، فلم يزل ذلك الباب في يده وهو يقاتل حتى 

فتح الله على يديه، ثم ألقاه من يديهحين فرغ، وقد حاول ثمانية من أبطال الإسلام، ومنهم أبو رافع مولى رسول الله(ص)  أن يقلبوا ذلك الباب، أو يحركوه من مكانه فلم يقدروا علىذلك.

يقول اليعقوبي في (تاريخه): إنّ الباب الذي قلعه علي(ع)  كان من الصخر، وكان طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعين، وكان هذا الباب يفتحه(22) رجلاً، ويغلقه مثلهم.

وقد نقل المؤرّخون قضايا عجيبة حول قلع باب خيبر، وخصوصياته، ومواصفاته، وعن بطولات علي(ع)  في هذا الفتح، وجميعها لا تتمشى ولا تتيسرمع القدرة البشرية العادية، وفي هذا الصدد يقول علي(ع) : «ما قلعتها بقوة بشرية، ولكن قلعتها بقوة إلهية ونفس بلقاء ربها مطمئنةراضية».

وعاد علي(ع)  إلى النبي(ص)  منتصراً ظافراً، وفي هذه الأثناء وصل جعفر بمن معه من المهاجرين من الحبشة، فاستقبله النبي(ص)  وقال: «ماأدري بأيّهما أنا أسرُّ بفتح خيبـر أم بقدوم جعفر». فسلام الله على الإمام علي (ع)  وأخيه جعفر لما قدّماه للنبي(ص)  وللإسلام.


اللهم صل وسلم على محمد وال محمد

االلهم نسالك حسن الخاتمة






Popular posts from this blog

ادعية شهر رمضان اليومية

مناسبات واعمال شهر رمضان المبارك

مناسبات واعمال شهر ذو الحجة