عيد الغدير 18 ذو الحجة
- Get link
- X
- Other Apps
عيد الغدير
عيد الغدير الأغر
↓↓↓للاعمال الكاملة الرجاء النزول الى اخر الصفحة
في السیرة النبي الأعظم, السیرة الإمام عـلي /
تاريخ يوم الغدير
۱۸ ذو الحجّة ۱۰ﻫ
18 ذو الحجة عام 10 هج
غدير خُمّ
هو وادٍ بين مكّة والمدينة، قريب من الجُحفة، وهو مفترق طرق للمدنيين والمصريين والعراقيين.
نزول آية البلاغ
سورة المائدة - سورة 05 - اية 67 |
بعد أن أكمل رسول الله(صلى الله عليه وآله) آخر حجّة حجّها ـ حجّة الوداع ـ رجع إلى المدينة المنوّرة، فلمّا وصل إلى وادي غدير خُمّ، هبط عليه الأمين جبرائيل(عليه السلام)، حاملاً له آية البلاغ: )يَا أَيُّهَا الرّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ((۱).
فهي تنذر النبي(صلى الله عليه وآله) بأنّه إن لم ينفِّذ إرادة الله تعالى ذهبت أتعابه وضاعت جهوده، وتبدّد ما لاقاه من العناء في سبيل هذا الدين.
فانبرى(صلى الله عليه وآله) بعزمٍ ثابت وإرادة صلبة إلى تنفيذ إرادة الله تعالى، فوضع أعباء المسير وحطّ رحاله في رمضاء الهجير، وأمر القوافل أن تفعل مثل ذلك.
وكان الوقت قاسياً في حرارته، حتّى كان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتّقي به من الحرّ(۲).
خطبة النبي(صلى الله عليه وآله)
أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) باجتماع الناس، فصلّى بهم، وبعدما انتهى من الصلاة أمر أن توضع حدائج الإبل لتكون له منبراً، ففعلوا له ذلك، فاعتلى عليها.
وكان عدد الحاضرين ـ كما يقول المؤرّخون ـ مائة ألف أو يزيدون على ذلك، وأقبلوا بقلوبهم نحو رسول الله(صلى الله عليه وآله) لسماع خطابه، فأعلن(صلى الله عليه وآله) ما لاقاه من العناء والجهد في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من الحياة الجاهلية إلى الحياة الكريمة التي جاء بها الإسلام.
ثمّ قال(صلى الله عليه وآله): «أمّا بعد: أيّها الناس، قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبيّ إلّا مثل نصف عمر الذي قبله، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون»؟ قالوا: نشهد أنّك بلّغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله خيراً.
قال(صلى الله عليه وآله): «ألستم تشهدون أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور»؟ قالوا: بلى، نشهد بذلك، فقال: «اللّهمّ اشهد».
ثمّ قال: «فانظروا كيف تخلِّفوني في الثقلين»؟ فسأله أحدهم: ما الثقلان يا رسول الله؟
قال(صلى الله عليه وآله): «الثقل الأكبر كتابُ الله؛ طَرفٌ بِيَدِ اللهِ عزّ وجلّ وَطرفٌ بِأَيديكُم، فَتَمَسّكُوا به لا تَضلُّوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإنّ اللّطيفَ الخَبيرَ نَبّأَنِي أنّهُمَا لن يَفتِرقا حتّى يَرِدَا عَلَيّ الحَوض، فَسَألتُ ذلك لَهما رَبِّي، فلا تُقَدِّمُوهُمَا فَتهلَكُوا، ولا تُقَصِّرُوا عَنهُمَا فَتَهلَكُوا»(۳).
الإعلان عن ولاية الإمام علي(عليه السلام)
ثمّ أخذ(صلى الله عليه وآله) بيد الإمام علي(عليه السلام) ليفرض ولايته على الناس جميعاً، حتّى بان بياض إبطيهما، فنظر إليهما القوم.
ثمّ رفع(صلى الله عليه وآله) صوته قائلاً: «يَا أَيُّها النّاس، مَنْ أولَى النّاس بِالمؤمنين مِن أَنفُسِهم»؟ فأجابوه جميعاً: اللهُ ورسولُه أعلم.
فقال(صلى الله عليه وآله): «إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاهُ».
قال ذلك ثلاث مرّات أو أربع، ثمّ قال(صلى الله عليه وآله): «اللّهمّ وَالِ مَن وَالاَهُ، وَعَادِ مَن عَادَاهُ، وَأَحِبّ مَن أَحبّهُ، وَأبغضْ مَن أبغَضَهُ، وانصُرْ مَن نَصَرَه، واخْذُل مَن خَذَلَهُ، وَأَدِرِ الحَقّ مَعَهُ حَيثُ دَار، أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشاهِدُ الغَائِبَ»(۴).
البيعة للإمام علي(عليه السلام)
ثمّ جلس رسول الله(صلى الله عليه وآله) في خيمة، وأمر علياً(عليه السلام) أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر(صلى الله عليه وآله) الناس، بأن يهنّئوا علياً في خيمته، فأقبل المسلمون يبايعون الإمام علي(عليه السلام) بالخلافة، ويهنِّئونه بإمرة المسلمين.
ولمّا فرغ الناس عن التهنئة له(عليه السلام)، أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله) أُمّهات المؤمنين أن يسرن إليه ويهنّئنه، ففعلن ذلك.
مقولة عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
وردت عدّة مقولات لعمر بن الخطّاب، لمّا هنّأ الإمام علي(عليه السلام) بولايته، منها:
۱ـ قال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت اليوم ولي كلّ مؤمن
۲ـ قال: بَخ بَخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة
۳ـ قال: طوبى لك يا علي، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة
٤ـ قال: هنيئاً لك، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة
مصادر تهنيئة عمربن الخطاب لأميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
فقد أخرج شيخ الحنابلة احمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 281 وكذلك فضائل الصحابة ج 2 ص 449
عن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه و سلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون انى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد على فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد.
أقول : فقد أعترف الأرنؤوط بصحة الحديث بسناد أخر يعني للحديث اكثر من سند
وهذه بعض المصادر التي أخرجت الحديث
1 ـ مصنف ابن ابي شيبة ج 12 ص 78 ،
2 ـ كنز العمال ج 13 ص 134 ،
3 ـ والبصيري في اتحاف الخيرة المهرة ج 7 ص 212 ،
4 ـ والباعوني الشافعي في جواهر المطالب في مناقب علي بن ابي طالب ج 1 ص 81 ،
5 ـ ومحب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبى ص 64 ،
6 ـ والزرندي الحنفي في درر السمطين ص 103 ،
7 ـ والحنفي القندوزي في ينابيع المودة ج 2 ص 76 ،
8 ـ والثعلبي في الكشف والبيان ج 4 ص 131 ،
9 ـ والألوسي في روح المعاني ج 5 ص 69 ،
10 ـ وابن المغازلي في المناقب ص 46 ،
11 ـ والذهبي في الأحاديث المختارة ج 1 ص 78 ،
12 ـ واللألباني في السلسة صحيحة ج 4 ص 249 ،
13 ـ والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ج 3 ص 330 ،
14 ـ والسمهودي في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج 3 ص 127 ،
15 ـ وابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 798 ،
16 ـ ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 1 ص 251 ،
17 ـ والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 8 ص 289 ،
19 ـ وابن عساكر في تاريخ دمشق ج 42 ص 220 ،
20 ـ والعصامي في سمط النجوم العوالي ج 2 ص 14 ،
21 ـ وابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 386 ،
22 ـ والرازي في تفسيره مفاتيح الغيب ج 12 ص 42 ،
23 ـ والنيسبوري في تفسيره ج 3 ص 188 ،
24 ـ والغزالي سر العالمين وكشف ما في الدارين ج 1 ص 18 ،
ملاحظة هذه المصادر من المكتبة الشاملة
نزول آية الإكمال
سورة المائدة - سورة 05 - اية 03 |
بعد إبلاغ رسول الله(صلى الله عليه وآله) الناس بولاية علي(عليه السلام)، نزلت هذه الآية الكريمة: )اليَومُ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُمْ نِعمَـتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً((۹).
فقد كمل الدين بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)، وتمّت نعمة الله على المسلمين بسموِّ أحكام دينهم، وسموِّ قيادتهم التي تحقِّق آمالهم في بلوغ الحياة الكريمة.
وقد خطا النبي(صلى الله عليه وآله) بذلك الخطوة الأخيرة في صيانة أُمّته من الفتن والزيغ.
شعر حسّان في المناسبة
قال حسّان بن ثابت: إِئذن لي يا رسول الله أن أقول في عليٍّ أبياتاً تسمعهنّ، فقال(صلى الله عليه وآله): «قل على بركة الله»، فقال حسّان:
يُنَادِيهُمُ يوم الغَدير نَبِيُّهُم ** نَجْم وأَسمِعْ بِالرّسُولِ مُنَادِياً
فَقالَ فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم ** فَقَالوا وَلَم يُبدُوا هُنَاك التّعَامِيَا
إِلَهَكَ مَولانَا وَأنتَ نَبِيُّنَا ** وَلَم تَلْقَ مِنّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً
فَقالَ لَهُ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنّنِي ** رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً
فَمَنْ كنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه ** فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً
هُناكَ دَعا: اللّهمّ وَالِ وَلِيّهُ ** وَكُنْ لِلّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِياً(۱۰).
فقال له(صلى الله عليه وآله): «لا تزال يا حسّان مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك»(۱۱).
استحباب صوم يوم الغدير
وردت روايات تدلّ على استحباب صوم يوم الغدير، نذكر منها:
۱ـ عن الحسن بن راشد عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «قلت: جُعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين؟
قال: “نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما”، قلت: وأيّ يوم هو؟ قال: “يوم نصب أمير المؤمنين(عليه السلام) علماً للناس”، قلت: جُعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟
قال: “تصوم يا حسن وتكثر الصلاة على محمّد وآله، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم، فإنّ الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتّخذ عيداً”». قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: “صيام ستين شهراً…”»(۱۲).
۲ـ عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال: «دخلت على أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، فوجدته صائماً، فقال لي: “هذا يوم عظيم، عظّم الله حرمته على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق”، فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟
قال(عليه السلام): “إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويوم صوم شكراً لله، وإنّ صومه يعدل ستين شهراً من أشهر الحرم”»(۱۳).
۳ـ عن علي بن الحسين العبدي قال: سمعت الإمام الصادق(عليه السلام) يقول: «صيام يوم غدير خُمّ يعدل عند الله في كلّ عام مائة حجّة، ومائة عمرة مبرورات متقبّلات، وهو عيد الله الأكبر»(۱۴).
ــــــــــــــــــــــــــ
۱٫ المائدة: ۶۷٫
۲٫ اُنظر: حياة الإمام الحسين ۱/ ۱۹۸٫
۳٫ اُنظر: الغدير ۱/۱۰٫
۴٫ اُنظر: الأمالي للطوسي: ۲۵۵، السنن الكبرى للنسائي ۵/ ۱۳۶، كنز العمّال ۱۳/ ۱۵۸، تاريخ مدينة دمشق ۴۲/ ۲۱۰، السيرة الحلبية ۳/ ۳۳۶٫
۵٫ تاريخ مدينة دمشق ۴۲/ ۲۲۰، البداية والنهاية ۷/ ۳۸۶، ذخائر العقبى: ۶۷، كنز العمّال ۱۳/ ۱۳۴، تفسير الثعلبي ۴/ ۹۲٫
۶٫ بحار الأنوار ۳۷/ ۲۵۱٫
۷٫ الملل والنحل ۱/ ۱۶۳٫
۸٫ المصنّف لابن أبي شيبة ۷/ ۵۰۳، كنز العمّال ۱۳/ ۱۳۴، تفسير الثعلبي ۴/ ۹۲، تاريخ مدينة دمشق ۴۲/ ۲۲۱٫
۹٫ المائدة: ۳٫
۱۰٫ نظم درر السمطين: ۱۱۳، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: ۱۲۱٫
۱۱٫ الإرشاد ۱/ ۱۷۷٫
۱۲٫ ثواب الأعمال: ۷۴٫
۱۳٫ مصباح المتهجّد: ۷۳۷٫
۱۴٫ وسائل الشيعة ۱۰/ ۴۴۲٫
بقلم: محمد أمين نجف
وسوم الغدير, الإمام علي, رسول الله
شارك في نشر الموضوع
من مصادر العلماء السنة والشيعة, صحيحة الادلة
▪️عيد الغدير الاغر ذكرى تتويج الامام علي بن ابي طالب (ع) اميراً للمؤمنين
**حديث الثقلين**
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ».
- مصادر الشيعة: الكافي، كمال الدين، امالي المفيد، امالي الطوسي، عيون اخبار الرضا، غيبةالنعماني وغير ذلك من المصادر التي لايسع المجال لذكرها.
- مصادر السنة: مسند أحمد، صحيح مسلم، مناقب ابن المغازلي، سنن الترمذي، العمدة للثعلبي، مسندأبي يعلي, المعجم الأوسط للطبراني، العمدة لابن
البطريق، ينابيع المودة للقندوزي، الطرائف لابنالمغازلي، فرائد السمطين، وشرح نهج البلاغة لابن ابي حديد.
*مقطتفات من خطبة الغدير*
▪️( السنة )
يقول عن زيد بن أرقم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا، بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنىعليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب،وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا
به». فحَثَّ علىكتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركم اللهَ في أهل بيتي، أذكركماللهَ في أهل بيتي».
لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خُمٍّ، أمر بدوحات فقُمِمْن، فقال: «كأني قد دُعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب
الله تعالى، وعِتْرتي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى
يَرِدا عليَّ الحوض». ثم قال: «إن الله عز وجلمولاي، وأنا مولى كل مؤمن». ثم أخذ بيد عليٍّ رضي الله عنه فقال: «من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم والِمن والاه، وعادِ من عاداه».
المصدر: الالباني، الترمذي، النسائي، الحكيم، صحيح مسلم، صحيح البخاري
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىوَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)
صَدَقَ اللهُ العَلِيُّ العَظيم
سورة الشورى (42)
▪️( الشيعة )
أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولىالمؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمدإمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال:
اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغضمن أبغضه،
وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله:
بسم الله الرحمن الرحيم
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا.
صدق الله العلي العظيم
سورة المائدة(05) - اية (03)
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي
المصدر: بحار الانوار
اعمال يوم الغدير
وان أعمال يوم عيد الغدير عديدة منها:
♦ الأول: الصوم
[ وهو كفارة ذنوب ستين سنة. وقد روي أن صيامه يعدل صيام الدهر ويعدل مائة حجة
وعمرة. ]
♦ الثاني: الغسل.
♦ الثالث: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)
وينبغي أن يجتهد المرء أينما كان فيحضر عند قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد حكيت له (عليه السلام) زيارات ثلاث في هذا اليوم، أولاها زيارة أمين الله المعروفة ويزارها في القرب والبعد وهي من الزيارات الجامعة المطلقة أيضاً وستأتي في باب الزيارات إن شاء الله تعالى.
زيارة امين الله
زيــارة أمين الله هي زيارة التي قرأها الإمام الباقر عليه السلام عند زيارته قبر جده أمير المؤمنين عليه السلام، وهي:
زيارة امين الله
زيارة الامام علي (عليه السلام) المروية عن الإمام السجاد (عليه السلام)- وهي زيارة في غاية الاعتبار، قال العلامة المجلسي رحمه الله: انّها أحسنالزّيارات متناً وسَنداً وينبغي المُواظبة عليها في جَميع الرّوضات المقدّسة، وَهي كما روي بأسناد معتبرة عن جابر عَنِ الامام الباقر(عليه السلام) انّهزار الامام زين العابدين (عليه السلام) [1] أمير المؤمنين (عليه السلام) فوقف عند القبر وبكى وقالَ:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ في اَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَشْهَدُ اَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِوَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى دَعاكَ اللهُ إلى جِوارِهِ فَقَبَضَكَ اِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَاَلْزَمَ اَعْدآئَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِاَللّـهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيَةً بِقَضآئِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ اَوْلِيآئِكَ مَحْبُوبَةً فى اَرْضِكَ وَسَمآئِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَشاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ مُشْتاقَةً اِلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ اَوْلِيآئِكَ مُفارِقَةً لاَِخْلاقِ اَعْدائِكَ مَشْغُولَةًعَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ.
♦️ ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال :
اَللّـهُمَّ اِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ اِلَيْكَ والِهَةٌ وَسُبُلَ الرّاغِبينَ اِلَيْكَ شارِعَةٌ وَاَعْلامَ الْقاصِدينَ اِلَيْكَ واضِحَةٌ وَاَفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ وَاَصْواتَ الدّاعينَاِلَيْكَ صاعِدَةٌ وَاَبْوابَ الإجابة لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ وَتَوْبَةَ مَنْ اَنابَ اِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ وَالاِْغاثَهَ لِمَنِ اسْتَغاثَبِكَ مَوْجُودةٌ وَالاِْعانَةَ لِمَنِ اسْتَعانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ وَاَعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ وَاَرْزاقَكَ اِلَى الْخَلائِقِ مِنْلَدُنْكَ نازِلَةٌ وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ اِلَيْهِمْ واصِلَةٌ وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ وَ عَوآئِدَ الْمَزيدِ مُتَواتِرَةٌوَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ وَمَناهِلَ الظِّمآءِ مُتْرَعَةٌ اَللّـهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي وَاقْبَلْ ثَنآئي وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ اَوْلِيآئى بِحَقِّ مُحَمَّد وَعَلِىّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِوَالْحُسَيْنِ اِنَّكَ وَلِىُّ نَعْمآئى وَمُنْتَهى مُناىَ وَغايَةُ رَجائى في مُنْقَلَبى وَمَثْواىَ.
وقد ذكر في كتاب كامل الزّيارة هِذه التتمة:
اَنْتَ اِلهى وَسَيِّدى وَمَوْلاىَ اغْفِرْ لاَِوْلِيآئِنا وَكُفَّ عَنّا اَعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ اَذانا وَاَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا وَاَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَاالسُّفْلى اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءْ قَديرٌ.
ثمّ قال الباقر(عليه السلام) ما قال هذا الكلام ولا دعى به أحد من شيعتنا عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام ) أو عند قبر أحد من الأئمة (عليهمالسلام) الّا رفع دعاءه في درج مِن نور وطبع عليه بخاتم محمّد(صلى الله عليه وآله)وكان محفوظاً كذلك حتّى يسلّم الى قائم آل محمّد (عليهالسلام) فيلقى صاحبه بالبشرى والتّحيّة والكرامة ان شاء اللَّه تعالى.
أقول: هذه الزّيارة معدُودة من الزّيارات المطلقة للامير(عليه السلام ) كما انّها عدّت من زياراته المخصوصة بيوم الغدير وهي معدُودة ايضاً منالزّيارات الجامِعة التي يزار بها في جميع الرّوضات المقدّسة للائمة الطّاهرين (عليهم السلام )
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
♦ الرابع: أن يتعوذ بما رواه السيد في (الاقبال) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم).
عوذة تعوذ بها النبي في يوم الغدير
♦ الخامس: أن يصلّي ركعتين ثمّ يسجد ويشكر الله عزَّ وجلَّ مائة مرة، ثم يرفع رأسه من السجود ويقول:
[ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْوا أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يامَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ وَوَفَّقْتَنِي لِذلِكَ فِي مُبْتَدَِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَما وَجُوداً، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الفَضْلَ فَضْلاً وَالجُودَ جُوداً وَالكَرَمَ كَرَما رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ العَهْدَ لِي تَجْدِيداً بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِياً ساهِياً غافِلاً فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذلِكَ وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيْتَنِي لَهُ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ ياإِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ أَنْ تُتِمَّ لِي ذلِكَ وَلا تَسْلُبْنِيهِ حَتّى تَتَوَفَّانِي عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ فَإِنَّكَ أَحَقُّ المُنْعِمِينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اللّهُمَّ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأَجَبْنا داعِيكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ، آمَنَّا بِالله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ الله، وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فِي مُوالاةِ مَولانا وَمَوْلى المُؤْمِنِينَ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبِْد الله وَأَخِي رَسُولِهِ وَالصِّدّيقِ الأكْبَرِ وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِةِ المُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدِينَهُ الحَقَّ المُبِينَ، عَلَما لِدِينِ الله وَخازِنا لِعِلْمِهِ وَعَيْبَةَ غَيْبِ الله وَمَوْضِعَ سِرِّ الله وَأَمِينَ الله عَلى خَلْقِهِ وَشاهِدَهُ فِي بَرِيَّتِهِ، اللّهُمَّ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي لِلإيْمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ فَإِنَّا يارَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ أجَبْنا داعِيَكَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ وَصَدَّقْناهُ وَصَدَّقْنا مَوْلى المُؤْمِنِينَ وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ ؛ فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ ؛ آمَنَّا بِسِرّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَرَضِينا بِهِمْ أَئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الله دُونَ خَلْقِهِ لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً، ولا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيجَةً وَبَرِئْنا إِلى الله مِنْ كُلُّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْبا مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ مِنَ الأوّلِينَ وَالآخرينَ، وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ وَالأوْثانِ الأَرْبَعَةِ وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَكُلِّ مَنْ وَالاهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسَ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ، اللّهُمَّ أَنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدِينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَقَوْلُنا ما قالُوا وَدِينُنا ما دانُوا بِهِ ؛ ما قالُوا بِهِ قُلْنا وَما دانُوا بِهِ دِنَّا وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا وَمَنْ وَالَوا وَالَيْنا وَمَنْ عادَوا عادَيْنا وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّأوا مِنْهُ تَبَرَّأنا مِنْهُ وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا وَرَضِينا وَاتَّبَعْنا مَوالِينا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناه وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِراً ثابِتا عِنْدَنا وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ وَأَمِتْنا إذا أَمَتَّنا عَلَيْهِ ؛ آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا فَبِهِمْ نَأْتَمُّ وَإِيَّاهُمْ نُوالِي وَعَدوَّهُمْ عَدُوَّ الله نُعادِي فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ فَإنَّا بِذلِكَ راضُونَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ].
ثم يسجد ثانياً ويقول مائة مرة: [الحَمْدُ للهِ]، ومائة مرة: [شُكْراً للهِ].
وروي أن من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على الولاية، الخبر. والأفضل أن يصلي هذه الصلاة قرب الزوال وهي الساعة التي نصب فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم إماماً للناس. وأن يقرأ في الركعة الأوّلى منها سورة [ القدر] وفي الثانية [التوحيد].
♦ السادس: أن يغتسل ويُصلي ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة وقل هو الله احد عشر مرات وآية الكرسي عشر مرات وإنا أنزلناه عشراً،
فهذا العمل يعدل عند الله عزَّ وجلَّ مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ويوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنياه وآخرته في يسر وعافية ولا يخفى عليك أن السيد في (الاقبال) قدم ذكر سورة القدر على آية الكرسي في هذه الصلاة وتابعه العلامة المجلسي في زاد المعاد فقدم ذكر القدر كما صنعت أنا في سائر كتبي ولكني بعد التَّتبع وجدت الأغلب ممّن ذكروا هذه الصلاة قد قدموا ذكر آية الكرسي على القدر واحتمال سهو القلم من السيد نفسه أو من الناسخين لكتابه في كلا موردي الخلاف وهما عدد الحمد وتقديم القدر بعيد غاية البعد كاحتمال كون ماذكره السيد عملاً مستقلاً مغايراً للعمل المشهور والله تعالى هو العالم. والأفضل أن يدعو بعد هذه الصلاة بهذا الدعاء: [ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا ] الدعاء.
دعاء الامام جعفر الصادق عليه السلام في يوم الغدير
دعاؤه (عليه السلام) في يوم الغدير
اَللّهُمَّ قَدْ قَبِلْنَا أمْرَكَ وَنَهْيَكَ، وَأطَعْنَا لِنَبِيِّكَ وَسَلَّمْنا وَرَضِينَا، فَنَحْنُ مَوالي عَلِيٍّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَأوْلِياؤُهُ كَما أمَرْتَ، نُواليهِ وَنُعادي مَنْ يُعاديهِ، وَنَبْرَأُ مِمَّنْ تَبْرَأُ مِنْهُ، وَنُبْغِضُ مَنْ اَبْغَضْتَهُ، وَنُحِبُّ مَنْ اَحَبَّهُ، وَعَلِيٌّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما قُلْتَ، وَاِمَامُنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ كَما اَمَرْتَ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كَما فَضَّلَنا في دِينِهِ عَلي مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ، وَهَدانا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَالِهِ، وَشَرَّفَنا بِوَصِيِّهِ وَخَليفَتِهِ، فِي حَياتِهِ وَبَعْدَ مَماتِهِ، اَميرِالْمُؤْمِنينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ.
اَللّهُمَّ اِنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيُّنا كَما أمَرْتَ، وَعَلِيّاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما اَقَمْتَ، وَنَحْنُ مَواليهِ وَاَوْلِيَاؤُهُ.
اَللّهُمَّ عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وَبِكَ نَسْتَعِينُ فِي أُمُورِنا، اَللّهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وَجُوهُنا وَاَشْعارُنا، وَاَبْشارُنا وَجُلُودُنا، وَعُرُوقُنا وَاَعْظُمُنا، وَاَعْصابُنا وَلُحُومُنَا وَدِماؤُنا.
اَللّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نَخْضَعُ، وَلَكَ نَسْجُدُ، علي مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَدينِ مُحَمَّدٍ وَوَلايَةِ عَلِيِّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، حُنَفاءَ مُسْلِمينَ، وَمَا نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَلا مِنَ الْجاحِدينَ.
اَللّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدينَ الْمُعانِدينَ الْمُخَالِفينَ لاِمْرِكَ وَأَمْرِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضينَ لَهُمْ لَعْناً كَثيراً لا يَنْقَطِعُ اَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ اخِرُهُ.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَثَبِّتْنا عَلي مُوالاتِكَ، وَمُوالاةِ رَسُولِكَ وَالِ رَسُولِكَ وَمُوالاةِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، اَللّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَاَحْسِنْ مُنْقَلَبَنا يَا سَيِّدَنا وَمَوْلانا.
اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياءِ الْمَرْضِيّينَ، وَعَلى جَميعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَصَلِّ عَلى أَرْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ.
اَللّهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَللّهُمَّ بارِكْ لي فيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ حَتّى لا أَشْكُرَ أَحَداً غَيْرَكَ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ في رِزْقي يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
اَللّهُمَّ ما غابَ عَنِّي فَلا تُغَيِّبَنَّ عَنِّي عَوْنَكَ وَعَفْوَكَ وَحِفْظُكَ وَما فَقَدْتُ مِنْ شَيْءٍ فَلا تُفْقِدْني عَوْنَكَ عَلَيْهِ، حَتّى لا اَتَكَلَّفَ ما لا اَحْتاجُ اِلَيْهِ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
اَللّهُمَّ إنّي اُشْهِدُكَ وَكفَى بِكَ شَهيداً، وَاُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَاَرْضِكَ، بِاَنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْمَعْبُودُ الَّذي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إلَى قَرارِ أرْضِكَ مَعْبُودٌ يُعْبَدُ إلاَّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَيْرَ وَجْهِكَ الْكَريمِ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَعْبُودُ، فَلا مَعْبُودَ (۱) سِواكَ، فَتَعالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأشْهَدُ أنَّ عَلِيّاً صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ وَوَلِيُّهُمَ وَمَوْلاَهُم (۲).
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا النِّداءَ وَصَدَّقْنَا الْمُنادِيَ رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، إذْ نادى بِنِداءٍ عَنْكَ، بِالَّذي اَمَرْتَهُ بِهِ أنْ يُبَلِّغَ مَا أنْزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ وِلايَةِ وَلِيِّ اَمْرِكَ (۳)، وَحَذَّرْتَهُ وَأنْذَرْتَهُ إنْ لَمْ يُبَلِّغْ ما اَمَرْتَهُ اَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ، وَأنَّهُ إذَا بَلَّغَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَاسِ، فَنادى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالاَتِكَ (٤): اَلا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أميرُهُ (٥).
رَبَّنَا قَدْ أجَبْنا داعِيَك النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً، عَبْدَكَ الَّذي أنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَجَعَلْتَهُ مَثَلاً لِبَني اِسْرَائيلَ.
رَبَّنَا امَنَّا وَاتَّبَعْنا مَوْلانا وَهادِيَنا، وَداعِيَنا وَدَاعِيَ الاَنامِ، وَصِراطَكَ السَّوِيَّ الْمُسْتَقيمَ، وَمَحَجَّتَكَ الْبَيْضاءَ، وَسَبيلَكَ الدّاعِيَ إلَيْكَ عَلى بَصيرَةٍ هُوَ وَمَنِ اتَّبَعَهُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوِلايَتِهِ وَبِأمْرِ رَبِّهِمْ، وَبِما يُلْحِدُونَ بِاتِّخاذِ الْوَلائِجِ مِنْ دُونِهِ.
فَأشْهَدُ يَا اِلهي أنَّ الإمَامَ الْهَادِيَ الْمُرْشِدَ الرَّشيدَ، عَلِيَّ بْنَ أبِي طالِبٍ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ أميرُ الْمُؤْمنينَ الَّذي ذَكَرْتَهُ في كِتابِكَ، فَقُلْتَ: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٦).
اَللّهُمَّ فَإنَّا نَشْهَدُ بِأنَّهُ عَبْدُكَ، الهادي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، النَّذيرُ الْمُنْذِرُ، وَالصِّراطُ الْمُسْتَقيمُ، وَإمامُ الْمُؤْمِنينَ، وَقائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَحُجَّتُكَ الْبالِغَةُ، وَلِسانُكَ الْمُعَبِّرُ عَنْكَ في خَلْقِكَ، وَالْقائِمُ بِالْقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ (۷)، وَخازِنُ عِلْمِكَ، وَعَيْبَةُ وَحْيـِكَ، وَعَبْدُكَ وَأمينُكَ الْمَأمُونُ، الْمَأْخُوذُ ميثاقُهُ مَعَ ميثاقِكَ وَميثاقِ رُسُولِكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ (۸) شَهادَةً بِالاِخْلاصِ لَكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ.
اَللّهُمَّ نَشْهَدُ بِأنَّكَ أنْتَ (۹) اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَمُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَعَلِيٌّ أميرُ الْمُؤْمِنينَ، وَجَعَلْتَ الإقْرَارَ بِوِلاَيَتِهِ تَمامَ تَوْحيدِكَ، وَالإخْلاَصَ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَإكْمَالَ دينِكَ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً (۱۰).
فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا مِنَ الإخْلاَصِ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَجُدْتَ عَلَيْنَا بِمُوَالاَةِ وَلِيِّكَ الْهادي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذيرِ الْمُنْذِرِ، وَرَضِيتَ لَنا الإِسْلامَ دِيناً بِمَوْلانا، وَأتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، بِالَّذي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ وَميثاقَكَ، وَذَكَّرْتَنا ذلِكَ، وَجَعَلْتَنا مِنْ أهْلِ الإخْلاَصِ وَالتَّصْديقِ لِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، وَمِنْ أهْلِ الْوَفاءِ بِذلِكَ، وَلَمْ تَجْعَلْنا مِنْ النّاكِثينَ وَالْمُكَذِّبينَ الَّذينَ يُكَذِّبُونَ بِ يَوْمِ الدِّينِ، وَلَمْ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُغَيِّرينَ وَالْمُبَدِّلينَ وَالْمُحَرِّفينَ (۱۱)، وَالْمُبَتِّكينَ (۱۲) اذانَ الاَنْعامِ، وَالْمُغَيِّرينَ خَلْقَ اللهِ، وَمِنَ الَّذينَ اسْتَحْوَذَ (۱۳) عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ، وَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ فَلَكَ الْحَمْدُ مُتواتِراً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
اَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى نِعْمَتِكَ عَلَيْنَا بِالَّذي (۱٤) هَدَيْتَنا إلى مُوالاةِ وُلاةِ أمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، وَالأئِمَّةِ الْهادِينَ الَّذينَ جَعَلْتَهُمْ أرْكاناً لِتَوْحيدِكَ، وَأعْلامَ الْهُدى، وَمَنارَ التَّقْوى، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقى، وَكَمالَ دينِكَ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ، وَمَنْ بِهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ رَضِيتَ لَنا الإِسْلامَ دِيناً .
رَبـَّنا فَلَكَ الْحَمْدُ، امَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنا نَبِيَّكَ الرَّسُولَ النَّذيرَ الْمُنْذِرَ، وَاتَّبَعْنَا الْهادِيَ مِنْ بَعْدِ النَّذيرِ الْمُنْذِرِ، وَوالَيْنا وَلِيَّهُمْ، وَعادَيْنا عَدُوَّهُمْ، وَبَرِئْنا مِنَ الْجَاحِدينَ وَالنّاكِثينَ وَالْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.
اَللّهُمَّ فَكَما كانَ ذلِكَ مِنْ شَأنِكَ يا صَادِقَ الْوَعْدِ، يَا مَنْ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ، أنْ أتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوالاةِ أوْلِيائِكَ الْمَسْؤُولِ عَنْهُمْ عِبادُكَ، فَاِنَّكَ قُلْتَ: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (۱٥)، وَقُلْت: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (۱٦)، وَمَنَنْتَ عَلَيْنا بِشَهادَةِ الإخْلاَصِ لَكَ بِوِلايَةِ أوْلِيائِكَ الْهُداةِ مِنْ بَعْدِ النَّذيرِ الْمُنْذِرِ السِّراجِ الْمُنيرِ، وَأكْمَلْتَ لَنا الدِّينَ بِمُوالاتِهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، وَأتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِّعَمَ بِالَّذي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ، وَذَكَّرْتَنا ميثاقَكَ، الْمَأخُوذَ مِنَّا في مُبْتَدَءِ خَلْقِكَ إيّانا، وَجَعَلْتَنا مِنْ أهْلِ الإجابَةِ، وَذَكَّرْتَنَا الْعَهْدَ وَالْميثاقَ، وَلَمْ تُنْسِنا ذِكْرَكَ، فَإنَّكَ قُلْت: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى (۱۷)، شَهِدْنَا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ بِأنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّنا، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ نَبِيُّنا، وَأنَّ عَلَيّاً أميرَ الْمُؤمِنينَ وَلِيُّنا وَمَوْلانا.
وَشَهِدْنَا بِالوِلايَةِ لِوَلِيِّنا وَمَوْلانا مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَلِيِّنا وَمَوْلانا عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ أميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدِكَ الَّذي أنْعَمْتَ عَلَيْهِ (۱۸) وَجَعَلْتَهُ ايَةً لِنَبِيِّكَ، وَايَةً مِنْ اياتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبَإِ الْعَظِيمِ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (۱۹) وَعَنْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ مَسْؤُولُونَ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ الَّتي عَنْها يُسْأَلُ عِبادُكَ إذْ هُمْ مَوْقُوفُونَ وَعَنِ النَّعيمِ مَسْؤُولُونَ.
اَللّهُمَّ وَكَما كانَ مِنْ شَأنِكَ مَا أنْعَمْتَ عَلَيْنا بِالْهِدايَةِ إلَى مَعْرِفَتِهِمْ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأنِكَ أنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تُبارِكَ لَنا فِي يَوْمِنا هذَا الَّذي اَكْرَمْتَنا بِهِ وَذَكَّرْتَنا فيهِ عَهْدَكَ وَميثاقَكَ، وَأكْمَلْتَ لَنا دِينَنا، وَأتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ، وَجَعَلْتَنا بِمَنِّكَ مِنْ أهْلِ الإجابَةِ وَالإخْلاصِ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَمِنْ أهْلِ الإيمانِ وَالتَّصْديقِ بِوِلايَةِ أوْلِيائِكَ وَالْبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ وَأعْداءِ أوْلِيائِكَ الْجَاحِدينَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.
فَأسْألُكَ يا رَبِّ تَمامَ ما أنْعَمْتَ عَلَيْنا وَلاَ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدينَ (۲۰)، وَلاَ تُلْحِقْنا بِالمُكَذِّبينَ بَيَوْمِ الدِّينِ، وَاجْعَلْ لَنا قَدَمَ صِدْق مَعَ الْمُتَّقينَ، وَاجْعَلْ لَنا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً، وَاجْعَلْ لَنا مِنَ الْمُتَّقينَ إماماً إلَى يَوْمِ الدِّينِ، يَوْمَ يُدْعى كُلُّ اُناسٍ بِاِمامِهِمْ، وَاجْعَلْنا فِي ظِلِّ الْقَوْمِ الْمُتَّقينَ الْهُداةِ بَعْدَ النَّذيرِ الْمُنْذِرِ وَالْبَشيرِ، الأئِمَّةِ الدُّعاةِ إلَى الْهُدى، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمُكَذِّبينَ، الدُّعاةِ إلَى النّارِ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَأوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْمَقْبُوحينَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
رَبَّنَا إحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ، وَأحْيـِنا مَا أحْيَيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، الْمَأخُوذِ مِنَّا عَلى مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ الْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدِّينِ، وَالنّاكِثينَ بِميثاقِكَ، وَتَوَفَّنا عَلَى ذلِكَ.
وَاجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، وَثَبِّتْ لَنا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ إلَيْهِمْ، وَاجْعَلْ مَحْيانا خَيْرَ الْمَحْيا، وَمَماتَنا خَيْرَ الْمَماتِ، وَمُنْقَلَبَنا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ، عَلى مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ حَتَّى تَتَوَفّانا وَأنْتَ عَنَّا راضٍ، قَدْ أوْجَبْتَ لَنا الْخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ، وَالْمَثْوى فِي جِوارِكَ، وَالإنابَةَ إلى دارِ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِكَ، لاَ يَمَسُّنا فيها نَصَبٌ (۲۱) وَلاَ يَمَسُّنا فيها لُغُوبٌ.
رَبَّنَا إنَّكَ أمَرْتَنا بِطاعَةِ وُلاةِ أمْرِكَ، وَأمَرْتَنا أنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ، فَقُلْتَ: أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ (۲۲)، وَقُلْتَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (۲۳).
رَبَّنا سَمِعْنا وَأطَعْنا، رَبَّنا ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا، وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ، مُسَلِّمينَ مُصَدِّقينَ لاِوْلِيائِكَ، وَلاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
رَبَّنَا امَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنا نَبِيَّكَ، وَوالَيْنا وَلِيَّكَ، وَالأوْلِيَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ، وَوَلِيِّكَ مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ عَلِيَّ بْنَ أبي طَالِبٍ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ، وَالإمامَ الْهادِيَ مِنْ بَعْدِ الرَّسُولِ النَّذيرِ الْمُنْذِرِ السِّراجِ الْمُنيرِ.
رَبَّنا فَكَما كانَ مِنْ شَأنِكَ أنْ جَعَلْتَنا مِنْ أهْلِ الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ، وَبِمَنِّكَ عَلَيْنا وَلُطْفِكَ بِنا، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأنِكَ أنْ تَغْفِرَ لَنا ذُنُوبَنا، وَتُكَفِّرَ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
رَبَّنا امَنَّا بِكَ وَوَفَيْنا بِعَهْدِكَ وَصَدَّقْنا رُسُلَكَ، وَاتَّبَعْنا وُلاةَ الاَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ، وَوالَيْنا أوْلِيَاءَكَ، وَعَادَيْنا أعْدَاءَكَ، فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، وَاحْشُرْنَا مَعَ الأئِمَّةِ الْهُداةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، الرَّسُولِ الْبَشيرِ النَّذِيرِ، امَنَّا يا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَبِحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَرَضِينا بِهِمْ أئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً، لاَ نَبْتَغي بِهِمْ بَدَلاً، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ اَبَداً.
رَبَّنا فأحْينا ما أحْيَيْتَنا عَلى مُوالاتِهِم وَالْبَراءَةِ مِنْ أعْدائِهِمْ، وَالتَّسْليمِ لَهُمْ، وَالرَّدِّ اِلَيْهِمْ، وَتَوَفَّنا إذا تَوَفَّيْتَنا عَلى الْوَفاءِ لَكَ وَلَهُمْ بِالْعَهْدِ وَالْميثاقِ، وَالْمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَّصْدِيِقِ وَالتَّسْليمِ لَهُمْ، غَيْرَ جاحِدينَ وَلا ناكِثينَ وَلا مُكَذِّبينَ.
اَللّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِالْحَقِّ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُم، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ جَمِيعاً أنْ تُبارِكَ لَنا في يَوْمِنا هذَا الَّذي أكْرَمْتَنا فيهِ بِالْوَفاءِ لِعَهْدِكَ (۲٤) الَّذي عَهِدْتَ إلَيْنا، وَالْميثَاقِ الَّذي وَاثَقْتَنا بِهِ، مِنْ مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ، وَتُتِمَّ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ (۲٥)، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقِرّاً وَثابِتاً وَلا تَسْلُبْناهُ أبَداً، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً، فَإنَّكَ قُلْتَ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ (۲٦)، فاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثابِتاً.
وَارْزُقْنَا نَصْرَ دينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هادٍ مِنْ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، قائِماً رَشيداً، هادِياً مَهْدِيّاً مِنَ الضَّلالَةِ إلَى الْهُدَى، وَاجْعَلْنا تَحْتَ لِوائِهِ وَفي زُمْرَتِهِ شُهَداءَ صادِقينَ، مَقْتُولينَ في سَبيلِكَ وَعَلى نُصْرَةِ دينِكَ، إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
♦ السابع: أن يدعو بدعاء الندبة.
دعاء الندبة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَصَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَالثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَالْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ (اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: (قُلْ لا اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ اَجْراً اِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبى) وَقُلْتَ (ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْر فَهُوَلَكُمْ) وَقُلْتَ: (ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْر الاّ مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً)، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْم هاد، فَقالَ وَالْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَقالَ اَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَة واحِدَة وَسائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَر شَتّى، وَاَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَاَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الاَْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَدَمُكَ مِنْ دَمي وَسِلْمُكَ سِلْمي وَحَرْبُكَ حَرْبي وَالإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وَاَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَاَنْتَ تَقْضي دَيْني وَتُنْجِزُ عِداتي وَشيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُور مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني، وَلَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ الْعَمى، وَحَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما، وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَقَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ، وَلَمّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاَْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَالاُْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَاِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاَْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ، فَعَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَيَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ وَاْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء،ِ اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَالاِْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالاِْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ)عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِياءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاَْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاَْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاَْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاَْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاَْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاَْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَالْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَالْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَالذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاَْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْض تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَلا تُرى وَلا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَف لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَاِلى مَتي، وَاَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَاَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًُيًُوننا)، مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَاَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاََ وَقَدْ مَلأْتَ الاَْرْضَ عَدْلاً وَاَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَاَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ، وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَالْبَلْوى، وَاِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَاَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَالدُّنْيا (الاُول?)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَاَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَاَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاَْسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَمَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى، اَللّـهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَاَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَعَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَجَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَلَيْهِ اَفْضَلَ وَاَكْمَلَ وَاَتَمَّ وَاَدْوَمَ وَاَكْثَرَ وَاَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لاَِمَدِها، اَللّـهُمَّ وَاَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَاَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَاَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَاَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَاَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَالاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَاَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَانْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
♦ الثامن: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه السيد ابن طاووس عن الشيخ المفيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ وَالشَّأنِ وَالقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُما بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَئِمَّةِ القادةِ وَالدُّعاةِ السَّادَةِ وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ وَالأعْلامِ الباهِرَةِ وَساسَةِ العِبادِ وَأَرْكانِ البِلادِ وَالنَّاَقِة المُرْسَلَةِ وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ الجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغامِرَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمِ دِينِكَ وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الأَتْقِياءِ الأَنْقِياءِ النُّجَباءِ الأبْرارِ وَالبابِ المُبْتَلى بِهِ النَّاسُ مَنْ أتاهُ نَجا وَمَنْ أباهُ هَوى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ وَذَوِي القُرْبى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ وَجَعَلْتَ الجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقْتَصَّ آثارَهُمْ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أمَرُوا بِطاعَتِكَ وَنَهوا عَنْ مَعصِيَتِكَ وَدَلُّوا عِبادَكَ عَلى وَحْدانِيَّتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ وَأمِينكَ وَرَسُولِكَ إِلى خَلْقِكَ وَبِحَقِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الوَصِيَّ الوَفِيَّ وَالصِّدِّيقِ الأكْبَرِ وَالفارُوقِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ الدَّالَ عَلَيْكَ وَالصَّادِعِ بأَمْرِكَ وَالمُجاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هذا اليَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ العَهْدَ فِي أَعْناقَ خَلْقِكَ وَاكْمَلْتَ لَهُمْ الدِّينَ مِنَ العارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَالمُقِرِّيْنَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشْمِتْ بِي حاسِدِي النِّعَمِ، اللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الأكْبَرَ وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّماء يَوْمَ العَهْدِ المَعْهُودِ وَفِي الأَرْضِ يَوْمَ المِيثاقِ المَأخُوذِ وَالجَمْعِ المَسْؤُولِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْرُرْ بِهِ عُيُونَنا وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وَاجْعَلْنا لأنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ ياأرْحَمْ الرَّاحِمِينَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَرَّفَنا فَضْلَ هذا اليَوْمِ وَبَصَّرَنا حُرْمَتَهُ وَكَرَّمَنا بِهِ وَشَرَّفَنا بِمَعْرِفَتِهِ وَهَدانا بِنُورِهِ، يارَسُولَ الله ياأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْكُما وَعَلى عِتْرَتِكُما وَعَلى مُحِبِّيكُما مِنِّي أَفْضَلُ السَّلامِ ما بَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ وَبِكُما أتَوَجَّه إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكُما فِي نَجاحِ طَلِبَتِي وَقَضاء حَوائِجِي وَتَيْسِيرِ اُمُورِي، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هذا اليَوْمِ وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لإطْفاءِ نُورِكَ فَأَبى الله إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنْ المُؤْمِنِينَ الكُرُباتِ، اللّهُمَّ إمْلأ الأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْما وَجُوراً وَأَنْجِزْ لَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ.
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
♦ التاسع: أن يهني من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عَلَيْهِمْ السَّلامُ .
وَيقول أيضاً: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أكْرَمَنا بِهذا اليَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ المُوْفِينَ بِعَهْدِهِ إلَيْنا وَمِيثاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنا بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلاةِ أمْرِهِ وَالقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجاحِدِينَ وَالمُكذِّبِينَ بِيَومِ الدِّينِ.
♦ العاشر: أن يقول مائة مرة: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ كَمالَ دِينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ.
واعلم أنه قد ورد في هذا اليوم فضيلة عظيمة لكل من أعمال تحسين الثياب والتزين واستعمال الطيب والسرور والابتهاج وإفراح شيعة أمير المؤمنين (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) والعفو عنهم وقضاء حوائجهم وصلة الأَرْحام والتوسيع على العيال وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسم في وجوههم وإرسال الهدايا اليهم وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد (عليهم السلام)، ومن العبادة والطاعة. ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الأيَّامِ وإطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الأنبياء والصدّيقين.
ومن خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير: ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما يعدّها بيده عشراً فنهض ناهض فقال ياأمير المؤمنين وما الفئام ؟ قال: مائتا ألف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر… إلخ.
والخلاصة أنّ فضل هذا اليوم الشريف أكثر من أن يُذكر وهو يوم قبول أعمال الشيعة ويوم كشف غمومهم وهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على السحرة وجعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم الخليل برداً وسلاما ونصب فيه موسى (عليه السلام) وصيه يوشع بن نون وجعل فيه عيسى (عليه السلام) شمعون الصَّفا وصَيّا له وأشهد فيه سليمان (عليه السلام) قومه على استخلاف آصف بن برخيا وآخى فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بين أصحابه ولذلك ينبغي فيه أن يؤاخي المؤمن أخاه، وهي على مارواه شيخنا في مستدرك الوسائل عن كتاب زاد الفردوس بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لاخيه المؤمن ويقول:
واخَيْتُكَ فِي الله وَصافَيْتُكَ فِي الله وَصافَحْتُكَ فِي الله وَعاهَدْتُ الله وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنْبِيائَهُ وَالأئِمَّةَ المَعْصُومِينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عَلى أَنِّي إنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَأُذِنَ لِي بِأنْ أدْخُلَ الجَنَّةَ لا أدْخُلُها إِلاّ وَأَنْتَ مَعِي. ثُمَّ يقول اخوه المؤمن: قبلت. ثُمَّ يقول: أسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الاُخُوَّةِ ماخَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزِّيارةَ .
عيد الغدير الاغر كل عام وانتم بخير
عيد الغدير الاغر كل عام وانتم بخير |
اعمال يوم الغدير
- Get link
- X
- Other Apps