وصول سبايا ال محمد (ص) الى الشام ودخولهم الى يزيد لعنه الله
- Get link
- X
- Other Apps
وصول سبايا ال محمد (ص) الى الشام ودخولهم الى يزيد لعنه الله
وصول سبايا ال محمد (ص) الى الشام ودخولهم الى يزيد لعنه الله |
وصول سبايا ال محمد (ص) الى الشام ودخولهم الى يزيد لعنه الله
في صفر المظفر /
[ 01 صفر عام 61 هج - وصول سبايا ال محمد (ص) الى الشام ][ 02 صفر عام 61 هج - دخول سبايا ال محمد (ص) الى يزيد ]
دخلت قافلة السبايا مدينة دمشق في الأول من شهر صفر عام ( ۶۱ هـ ) ، وكان يزيد قد أمر بتزيين المدينة ، وأمر كذلك بتسيير الراقصات في الشوارع وهُنَّ يرقصْنُ على أنغام الطبول ، ابتهاجاً بقتل ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
فَجيءَ برؤوس الشهداء يتقدَّمها رأس الحسين ( عليه السلام ) إلى بلاط يزيد ، فأدخلت عليه ، وكان بيده قضيب ، فأخذ يضرب به فَمَ الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ويُردِّد الأبيات الآتية :
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا ***** جزعَ الخَزْرجِ مِن وقعِ الأَسَلْ
لأهلُّوا واستهلُّوا فرحاً ***** ثُمَّ قالوا يا يزيد لا تُشَلْ
لَعِبَتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا ***** خَبرٌ جَاءَ ولا وَحي نَزَلْ
لَسْتُ مِن خَندف إِنْ لَم***** أنتَقِم مِن بَني أحمَد مَا كانَ فَعَلْ
وقد رافق وصول سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) إلى دمشق أيضاً حملة إعلامية مُضلِّلة ، تقول : إن أولئك السبايا خرجوا على الخليفة الشرعي يزيد ، فقتَلَهُم ، وجيء بنسائِهِم وأطفالهم ، وأشاعوا ذلك بين الناس ، وأمروهم بإظهار الزينة والفرح.
وفي مجلس يزيد ، أوقف الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) مع السبايا بين يدي يزيد .
فقال له يزيد لعنه الله: أراد أبوك وَجَدُّك أن يكونا أميرين ، فالحمد لله الذي أذلَّهُما ، وسَفَك دِماءَهُما .
فقال الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ( يَا ابْنَ مُعاوية وهندٍ وصَخر ، لَمْ يزل آبائي وأجْدَادي فِيهم الإمرة من قبل أن تولد .
ولقد كان جَدِّي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم بدر وأُحد والأحزاب في يده راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار .
وَيلك يا يزيد ، إنك لو تدري ما صَنَعْت ، وما الذي ارتكبت من أبي ، وأهل بيتي ، وأخي ، وعُمُومتي ، إذاً لَهَربْتَ في الجبال ، وفرشت الرماد ، فأبشِرْ بالخِزي والنَّدامة غداً ، إذا جُمع النَّاس ليوم لا رَيْبَ فيه ) .
ثم قالَ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ليزيد : ( أتأذَنُ لي أنْ أرقى هذه الأعواد فأتكلم بكلامٍ فيه لله تعالى رضىً ، ولهؤلاء أجرٌ وثواب ) .
فأبَى يزيد ، وألحَّ الناس عليه ، فما زالوا به حتى أذن له .
فقال الإمام زين العابدين ( عليهما السلام ) : ( الحمدُ لله الَّذي لا بِدايَة له .. ) .
إلى أن قال الإمام ( عليه السلام ) : ( أُعطِينا سِتًّا ، وفُضِّلْنَا بِسَبع ، أعطِينَا العِلْم ، والحِلْم ، والسَّمَاحَة ، والفَصَاحَة ، والشَّجَاعة ، والمَحَبَّة في قلوب المؤمنين .
وفُضِّلْنا : بأنَّ مِنَّا النَّبي ، والصِّدِّيق ، والطيَّار ، وأسد الله ، وأسد رسوله ، وسِبْطا هذه الأمة .
أيُّها النَّاس ، مَنْ عَرَفني فقدْ عَرَفني ، ومَن لمْ يعرِفْني أنبأتُه بِحَسَبي ونَسَبي .
أيُّهَا النَّاس ، أنا بَنو مَكَّة ومِنى ، أنا ابنُ زَمْزَم والصَّفَا ، أنا ابنُ مَن حَمَلَ الرُّكن بأطرافِ الرِّدا ، أنا ابنُ خَيرِ مَن ائْتَزَر وارْتَدى ، وخيرِ مَن طَاف وسَعَى ، وحَجَّ ولَبَّى .
أنا ابنُ مَن حُملَ عَلى البُرَاق ، وبَلَغ بِه جِبرائيل سِدْرَة المُنتَهَى ، فَكَان مِنْ رَبِّه كَقَاب قَوسَينِ أوْ أدْنى .
أنا ابنُ مَنْ صلَّى بِملائكةِ السَّماء ، أنا ابنُ مَنْ أوحى إليه الجليلُ ما أوحَى ، أنَا ابنُ مَن ضَرب بين يدي رسول الله بِبَدرٍ وحُنين ، ولم يَكفُر باللهِ طَرفَة عَين ، أنَا ابنُ صَالحِ المؤمنين ، ووارثِ النبيِّين ، ويَعْسوبِ المُصلِّين ، ونُورِ المُجَاهدين ، وقاتِلِ النَّاكثينَ والقَاسِطينَ والمَارِقين ، ومُفرِّق الأحزاب ، أرْبَطُهم جأشاً ، وأمْضَاهم عَزيمة ، ذاك أبُو السِّبطَينِ الحَسَنِ والحُسَين عَليّ بْن أَبي طَالِب .
أنَا ابنُ فاطِمَةِ الزَّهراء ، وسيِّدَةِ النِّساءِ ، وابنُ خَديجةِ الكبرى .
أنَا ابنُ المُرمَّلِ بالدِّماء ، أنا ابنُ ذَبيحِ كَربلاء ، أنَا ابن مَنْ بَكَى عليهِ الجِنُّ في الظَّلْماء ، وناحَتْ الطير في الهَوَاء ) .
فلما بلغ الإمام ( عليه السلام ) إلى هذا الموضع ، ضَجَّ الناس بالبكاء ، وخشي يزيد الفِتنة ، فأمَرَ المؤذِّن أن يؤذِّن للصلاة ، فأذَّن .
أما زينب ( عليها السلام ) ، فقد روى المؤرخون أنها ألقت خطبة طويلة في البلاط ، أخْزَتْ فيها يزيد والنظام الأموي ، وقد جاء فيها : (أظَنَنْتَ يا يزيد أنك أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساقُ كَمَا تُسَاق الأُسَارى ، فَشمخْتَ بأنفك ، ونظرْتَ في عطفك ، جَذلان مَسروراً ، أمِنَ العدل – يا ابن الطُّلَقاء – تخديرك حَرَائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا .
وحَسْبُك بالله حاكماً ، وبمحمد ( صلى الله عليه وآله ) خَصيماً ، وبِجبرائيل ظهيراً ، إنِّي لأستَصْغِرُ قدرك ، واستَعْظِم تقريعك ، واستَكثِرُ توبيخك ، لكنَّ العُيونَ عَبْرى ، والصُّدورَ حَرَّى ، فَكِدْ كَيدَك ، واسْعَ سَعْيك ، ونَاصِبْ جهْدك ، فوَالله لا تَمحو ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وحْيَنا ، وهَلْ رأيُك إلاَّ فَنَدْ ، وأيَّامُك إلاَّ عَدَدْ ، وجَمعُك إلاَّ بَدَد ، يَوم ينادي المُنادي : ألا لَعنةُ اللهِ عَلى الظَّالِمِين).
بقيَ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، وعمَّته زينب ( عليها السلام ) ، وباقي السبايا ، فترةً في الشام ، ثم سَلَكوا طريق العودة إلى المدينة ، واتَّخذَتْ رؤوسُ الشهداء طَريقُها إلى كربلاء ، لِترقُدَ إلى جِوار الأجساد .
وسوم شهر صفر, سبايا الإمام الحسين, سبايا ال محمد (ص)
شارك في نشر الموضوع
خطبة الامام زين العابدين (ع) عند يزيد لعنه الله
كاملة
بعد مقتل الحسين عليه السلام وأصحابه في واقعة كربلاء جيء بموكب السبايا إلى الشام وأدخلوا على يزيد بن معاوية، فطلب يزيد
من الخطيب أن يصعد المنبر وينال من الحسين وأبيه علي عليهما السلام فقَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ليزيد: "يَا يَزِيدُ ائذَن لِي حَتَّى أَصعَدَ هَذِهِ الأَعوَادَ (المنبر)، فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ لِلَّهِ فِيهِنَّ رِضاً وَ لِهَؤُلَاءِ الجُلَسَاءِ فِيهِنَّ أَجرٌ وَثَوَابٌ"، فَأَبَى يَزِيدُ عَلَيهِ ذَلِكَ.
▪️ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ائذَن لَهُ فَليَصعَدِ المِنبَرَ، فَلَعَلَّنَا نَسمَعُ مِنهُ شَيئاً.
🟥 فَقَالَ: إِنَّهُ إِن صَعِدَ لَم يَنزِل إِلَّا بِفَضِيحَتِي وَبِفَضِيحَةِ آلِ أَبِي سُفيَانَ!
▪️ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ وَمَا قَدرُ مَا يُحسِنُ هَذَا؟!
🟥 فَقَالَ: إِنَّهُ مِن أَهلِ بَيتٍ قَد زُقُّوا العِلمَ زَقّاً.
▪️ قَالَ: فَلَم يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ، فَصَعِدَ المِنبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثنَى عَلَيهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطبَةً أَبكَى مِنهَا العُيُونَ
وَأَوجَلَ مِنهَا القُلُوبَ.
🕋 قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ، أُعطِينَا سِتّاً وَفُضِّلنَا بِسَبعٍ، أُعطِينَا العِلمَ وَالحِلمَ وَالسَّمَاحَةَ وَالفَصَاحَةَ وَالشَّجَاعَةَ وَالمَحَبَّةَ فِي
قُلُوبِ المُؤمِنِينَ، وَفُضِّلنَا بِأَنَّ مِنَّاالنَّبِيَّ المُختَارَ مُحَمَّداً، وَمِنَّا الصِّدِّيقُ، وَمِنَّا الطَّيَّارُ، وَمِنَّا أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ، وَمِنَّا سِبطَا هَذِهِ الأُمَّةِ، مَن عَرَفَنِي فَقَد عَرَفَنِي وَمَن لَم يَعرِفنِي أَنبَأتُهُبِحَسَبِي وَنَسَبِي.
أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا ابنُ مَكَّةَ وَمِنَى، أَنَا ابنُ زَمزَمَ وَالصَّفَا، أَنَا ابنُ مَن حَمَلَ الرُّكنَ بِأَطرَافِ الرِّدَا.
أَنَا ابنُ خَيرِ مَنِ ائتَزَرَ وَارتَدَى، أَنَا ابنُ خَيرِ مَنِ انتَعَلَ وَاحتَفَى، أَنَا ابنُ خَيرِ مَن طَافَ وَسَعَى.
أَنَا ابنُ خَيرِ مَن حَجَّ وَلَبَّى، أَنَا ابنُ مَن حُمِلَ عَلَى البُرَاقِ فِي الهَوَاءِ.
أَنَا ابنُ مَن أُسرِيَ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى، أَنَا ابنُ مَن بَلَغَ بِهِ جَبرَئِيلُ إِلَى سِدرَةِ المُنتَهَى.
أَنَا ابنُ مَن دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدنى، أَنَا ابنُ مَن صَلَّى بِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ، أَنَا ابنُ مَن أَوحَى إِلَيهِ
الجَلِيلُ مَا أَوحَى.
أَنَا ابنُ مُحَمَّدٍ المُصطَفَى، أَنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضَى، أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ خَرَاطِيمَ الخَلقِ حَتَّى قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
أَنَا ابنُ مَن ضَرَبَ بَينَ يَدَي رَسُولِ اللَّهِ بِسَيفَينِ، وَطَعَنَ بِرُمحَينِ، وَهَاجَرَ الهِجرَتَينِ، وَبَايَعَ البَيعَتَينِ، وَقَاتَلَ بِبَدرٍ
وَحُنَينٍ، وَلَم يَكفُر بِاللَّهِ طَرفَةَ عَينٍ، أَنَا ابنُصَالِحِ المُؤمِنِينَ، وَوَارِثِ النَّبِيِّينَ، وَقَامِعِ المُلحِدِينَ، وَيَعسُوبِ
المُسلِمِينَ، وَنُورِ المُجَاهِدِينَ، وَزَينِ العَابِدِينَ، وَتَاجِ البَكَّائِينَ، وَأَصبَرِ الصَّابِرِينَ، وَأَفضَلِالقَائِمِينَ مِن آلِ يَاسِينَ
رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَ.
أَنَا ابنُ المُؤَيَّدِ بِجَبرَئِيلَ المَنصُورِ بِمِيكَائِيلَ، أَنَا ابنُ المُحَامِي عَن حَرَمِ المُسلِمِينَ وَقَاتِلِ المَارِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ
وَالقَاسِطِينَ، وَالمُجَاهِدِ أَعدَاءَهُ النَّاصِبِينَ، وَأَفخَرِمَن مَشَى مِن قُرَيشٍ أَجمَعِينَ، وَأَوَّلِ مَن أَجَابَ وَاستَجَابَ لِلَّهِ
وَلِرَسُولِهِ مِنَ المُؤمِنِينَ، وَأَوَّلِ السَّابِقِينَ، وَقَاصِمِ المُعتَدِينَ، وَمُبِيدِ المُشرِكِينَ، وَسَهمٍ مِن مَرَامِياللَّهِ عَلَى
المُنَافِقِينَ، وَلِسَانِ حِكمَةِ العَابِدِينَ، وَنَاصِرِ دِينِ اللَّهِ، وَوَلِيِّ أَمرِ اللَّهِ، وَبُستَانِ حِكمَةِ اللَّهِ، وَعَيبَةِ عِلمِهِ.
سَمِحٌ سَخِيٌّ بَهِيٌّ بُهلُولٌ زَكِيٌّ أَبطَحِيٌّ، رَضِيٌّ مِقدَامٌ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوَّامٌ، مُهَذَّبٌ قَوَّامٌ، قَاطِعُ الأَصلَابِ، وَمُفَرِّقُ
الأَحزَابِ، أَربَطُهُم عِنَاناً، وَأَثبَتُهُم جَنَاناً،وَأَمضَاهُم عَزِيمَةً، وَأَشَدُّهُم شَكِيمَةً، أَسَدٌ بَاسِلٌ يَطحَنُهُم فِي الحُرُوبِ إِذَا ازدَلَفَتِ الأَسِنَّةُ وَقَرُبَتِ الأَعِنَّةُ طَحنَ الرَّحَى، وَيَذرُوهُم فِيهَا ذَروَ الرِّيحِ الهَشِيمِ.
لَيثُ الحِجَازِ، وَكَبشُ العِرَاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ، خَيفِيٌّ عَقَبِيٌّ، بَدرِيٌّ أُحُدِيٌّ، شَجَرِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ، مِنَ العَرَبِ سَيِّدُهَا، وَمِنَ
الوَغَى لَيثُهَا، وَارِثُ المَشعَرَينِ، وَأَبُوالسِّبطَينِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ، ذَاكَ جَدِّي عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ.
ثُمَّ قَالَ: أَنَا ابنُ فَاطِمَةَ الزَّهرَاءِ، أَنَا ابنُ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ... وابنُ خَديجةِ الكبرى .
أنَا ابنُ المُرمَّلِ بالدِّماء ، أنا ابنُ ذَبيحِ كَربلاء ، أنَا ابن مَنْ بَكَى عليهِ الجِنُّ في الظَّلْماء ، وناحَتْ الطير في الهَوَاء..
فَلَم يَزَل يَقُولُ أَنَا أَنَا حَتَّى ضَجَّ النَّاسُ بِالبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ، وَخَشِيَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَن يَكُونَ فِتنَةٌ فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ
فَقَطَعَ عَلَيهِ الكَلَامَ، فَلَمَّا قَالَ المُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكبَرُاللَّهُ أَكبَرُ.
قَالَ عَلِيٌّ: "لَا شَيءَ أَكبَرُ مِنَ اللَّهِ".
فَلَمَّا قَالَ: أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ.
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ: "شَهِدَ بِهَا شَعرِي وَ بَشَرِي وَ لَحمِي وَ دَمِي".
فَلَمَّا قَالَ المُؤَذِّنُ: أَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
التَفَتَ مِن فَوقِ المِنبَرِ إِلَى يَزِيدَ، فَقَالَ: "مُحَمَّدٌ هَذَا جَدِّي أَم جَدُّكَ يَا يَزِيدُ؟ فَإِن زَعَمتَ أَنَّهُ جَدُّكَ فَقَد كَذَبتَ وَكَفَرتَ، وَإِن زَعَمتَ أَنَّهُ جَدِّي فَلِمَ قَتَلتَ عِترَتَهُ؟!
خطبة السيدة زينب (ع) عند يزيد لعنه الله
كاملة
هذه من خطبة السيدة زينب إبنة أمير المؤمنين سلام الله عليهما حين أخذت مسبية إلى مجلس الطاغية يزيد بن معاوية لعنهم
االله
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه كذلك يقول (ثم كان عاقبة
الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات اللهوكانوا بها يستهزئون)
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على
الله هواناً وبك عليه كرامة وأن ذلكلعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا،
أمِنَ العدل – يا ابن الطُّلَقاء – تخديرك حَرَائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول اللهسبايا .
وحَسْبُك بالله حاكماً ، وبمحمد ( صلى الله عليه وآله ) خَصيماً ، وبِجبرائيل ظهيراً ، إنِّي لأستَصْغِرُ قدرك ،
واستَعْظِم تقريعك ، واستَكثِرُ توبيخك ، لكنَّالعُيونَ عَبْرى ، والصُّدورَ حَرَّى ، فَكِدْ كَيدَك ، واسْعَ سَعْيك ، ونَاصِبْ جهْدك ، فوَالله لا تَمحو ذِكرَنا ، ولا تُميتُ وحْيَنا ، وهَلْ رأيُك إلاَّ فَنَدْ ، وأيَّامُك إلاَّعَدَدْ ، وجَمعُك إلاَّ بَدَد ، يَوم ينادي المُنادي : ألا لَعنةُ اللهِ عَلى الظَّالِمِين).
حيث رأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!!
فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم
ليزدادوا إثماً ولهم عذاب أليم؟!، أمن العدليا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله
سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد،ويستشرفهن أهل المناهل
والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف، ليس معهن من رجالهن ولي ولا من حماتهن حمي، وكيفترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والإحنوالأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يا يزيد لا تشل منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل
الجنة تنكتهابمخصرتك، وكيف لا
تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإراقتك دماء ذرية محمد صلّى الله عليه وآله ونجوم الأرض من آل عبد المطلب،
وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكاً موردهم ولتودن أنك شللت
وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا.
فوالله ما فريت إلا جلدك، وما حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله صلّى الله عليه وآله بما تحملت من
سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترتهولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم
بحقهم (ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) وحسبك باللهحاكماً وبمحمد صلّى الله عليه وآله
خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين، (بئس
للظالمين بدلا)، وأيكم (شر مكاناًوأضعف جندا)
ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون
عبرى والصدور حرّى.
ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك
الجثث الطواهرالزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا
مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت، وما ربك بظلاّم للعبيد، فإلى اللهالمشتكى وعليه
المعوّل.
فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي (ألا لعنة الله على الظالمين).
فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب
ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنهرحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
- Get link
- X
- Other Apps