رزية يوم الخميس او يوم الرزية

 رزية يوم الخميس او يوم الرزية

رزية يوم الخميس او يوم الرزية

رزية يوم الخميس او يوم الرزية



أحداث وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)


[ 25 صفر عام 11 هج ]


رزية يوم الخميس او يوم الرزية ↓↓↓


مناسبات - الكوثر: وفاة النبي (ص) كانت في السنة 11 هـ يوم الإثنين كما تحدثت أغلب المصادر، ولكن الآراء تضاربت في تحديد شهره وساعته. فمن أهل السنة من يعتقد بأن الرسول قبض في شهر ربيع الأول، بينما الشيعة تعتقد أنه كان في شهر صفر اليوم الثامن والعشرين.

أحداث وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)

قد يكون فقدان الرسول منعطفاً مصيرياً بالنسبة للمسلمين كافة، كما يُعد حجر الزاوية لانقسامهم إلى فريقين:

الأول: المؤيدون لخلافة أبي بكر الذي تَعيّن في اجتماع السقيفة، وهم الذين خضعوا للأمر الواقع وشكّلوا الأغلبية فيما بعد وسمّوا بـأهل السنة والجماعة.

والثاني: الموالون لأهل بيت النبوة وعلى رأسهم علي بن أبي طالب عليه السلام، وهم الذين أصبحوا في الأقلية وسُمّوا بأتباع آل بيت الرسول (ص) وعرفوا بـشيعة علي.

مجريات ما قبل الوفاة

بحسب المصادر التاريخية ما إن ظهرت آثار المرض على رسول الله الذي توفي فيه، حتى طرأت للأمة أمور لم تكن في الحسبان. فبدأت مخالفات لأوامر الرسول تبرز إلى العلن في هذه المدة، والأمر يوحي وكأنه كان موضع ترقّب منذ زمن، من قبل بعض الشخصيات. الكتب التاريخية والسيَر من الفريقين تروي هذه الحوادث وحيثياتها إما بإسهاب أو باختصار.

جيش أسامة

لقد مرض النبي بالتزامن مع تأميره أسامة بن زيد وبعْثه على رأس جيش لمواجهة الروم، حيث قُتل أبوه قبل مدة في معركة مؤتة معهم. ولما مرض رسول الله (ص) مَرَض الموت، أوفد أسامة بن زيد بن حارثة إلى مقتل أبيه، فقال له: لقد وليتك على هذا الجيش، وإن أظفرك الله بالعدو، فأقلل اللبث.

وانطلق أسامة فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا وكان في ذلك الجيش، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص و... لكن حسب المصادر هذا الانتداب لم يطل أمده لأسباب، فتخلّفوا من الالتحاق إلى الجيش والانقياد لأوامر قائده الفتيّ المنصوب بأمر من رسول الله بالرغم من تأكيده على تجهيز الجيش والإسراع في بعثه.

النبي طريح الفراش

وقد اختلف في مدة مرضه، فالأكثر على أنها ثلاثة عشر يوماً، وقيل اثنتي عشرة ليلة. عن ابن إسحاق قال: ... ابتُدِئَ رسول الله (ص) يشكوه الذي قبضه الله فيه، إلى ما أراد به من كرامته ورحمته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول.

هناك رأيان، فيما يتعلق بالمكان الذي قضى رسول الله مدة مرضه فيه وقبض:

الرأي الذي يقول بتمريض الرسول في بيت (أو حجرة) عائشة وبالتالي وفاته ودفنه هناك.

إن هذا الرأي يستند على العموم إلى الروايات المنسوبة إلى عائشة، ومنها رواية عن الشيخين (البخاري ومسلم) عن عائشة قالت: "إن مِن أنعُم الله عليَّ أن رسول الله (ص) توفي في بيتي وبين سحري ونحري (وفي رواية) بين حاقنتي وذاقنتي وأن الله تعالى جمع بين ريقي وريقه عند الموت، فدخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك..." إلا أن الجمع بينها والرواية المنسوبة إليها أيضاً يوجب رفع أحدهما حيث قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر. وذكره الآخرون نقلاً عن مصادر أخرى.

الرأي الذي يقول بمبيت النبي في بيت غير بيت عائشة، في اللحظات الأخيرة، وفوته ودفنه هناك، وفي ذلك يستندون إلى:

ما نقل على لسان علي (ع) في كلامه وخطبه من أن نفس النبي (ص) قد فاضت وهو على صدر علي (ع).

ما روي عن عائشة، التي أقرت بعدم العلم بدفن رسول الله (ص) حتى سماع صوت المساحي ليلة الثلاثاء في السحر.

الرواية التي تقول بأنه ما دُفن نبي قطّ إلا في مكانه الذي توفي فيه، وكان مما أوصى به النبي (ص)، أن يدفن في بيته الذي قبض فيه و...

فعلى هذا من الممكن ابتداء مرض النبي (ص) في بيت، ولكن من المؤكد انتقاله إلى بيت آخر ووفاته ودفنه فیه. هذا فضلاً عن الفرضية التي ترى بأنه لا مانع في أن يكون مرضه قد ابتدأ في حجرة عائشة، ولكن يجزم في أنه (ص) قد انتقل منها إلى بيت آخر تسكنه فاطمة (س) ابنة الرسول (ص)، ووافته المنية هناك وفيه دُفن، لأنه حين صلاة الفجر (في اليوم الإثنين) كان لا يزال في دار عائشة التي كانت لجهة القبلة -حسب الروايات الواردة في صلاة أبي بكر- وقد رواه البخاري أيضاً.

فالتساؤل الذي طرحه البعض كالمعتزلي وغيره، وهو أنه كيف غُسّل وجُهّز ودُفن الرسول في نفس اليوم في بيت عائشة من دون أن تعلم كل ذلك -وهي تسكن البيت- يكون في محله، رغم أنه يأتي باحتمالات أخرى لتبريره على لسان الآخرين.

وتقول المصادر، بأنه (ص) خرج (في اليوم الأخير) فصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم وضع يديه على عاتق علي والأخرى على عاتق أسامة، ثم انطلقا به إلى بيت فاطمة (س) فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها... فيذكرون قضية استئذان ملك الموت، وبعد ما مضى الرسول (ص) في بيت فاطمة (س) آخر لحظات حياته ووافته المنية، فلابدّ وأنه قد دفن فيه، بحسب الروايات الواردة في تطابق محل موته ودفنه.

سبب مرض الرسول (ص)

من المؤرخين من يرى بأن العلة الرئيسية لمرض النبي (ص) المودي بحياته هو تسمّمه بالسمّ الذي دسّته امرأة من اليهود في طعامه يوم فتح خيبر انتقاما لذويها الذين قتلوا في تلك الحرب.

بحسب المصادر، في المدة التي أمضى النبي على فراش الموت في المدينة كان علي بن أبي طالب قد تولّى أموره، خاصة وأن الفترة تزامنت مع إرسال جيش أسامة لغزو الروم. فخرج الجيش وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا كان في ذلك الجيش، وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة الجراح وغيرهم.

حكاية صلاة أبي بكر

شهدت الأخبار التي خصت الصلاة نيابة عن الرسول في مرضه، بعض التناقضات وأثارت التساؤلات لكثير من المؤرخين والمحدثين حيث رءوا فيها من التجاذبات الداخلية ومحاولات لاستغلالها، ما يبعث على التأمل.

وصايا النبي والكتاب الذي لم يكتب

إضافة إلى المرات التي سبقت وأن أوصى على كثير من الأمور وفي مناسبات عديدة، أوعز الرسول صلی الله عليه وآله وسلم في فترة مرضه -الذي أدى إلى وفاته- إلى بعض ما سبق بوجه خاص، وأكد على بعض المستجدات أيضاً.

أهم ما أمر ليقضى في حياته

تجهيز جيش أسامة وبعثه

التصدق بالدنانير المتبقية عنده

الصلاة بالناس نيابة عنه

أهم ما وصّى لما بعد مماته

وصية النبي لعلي

وصاياه حول تجهيزه ودفنه

رزية يوم الخميس [ 25 صفرعام 11 هج ]


قالوا بأنه لما اشتد برسول الله وجعه قال: "إيتوني بكتاب (أو بكتف ودواة) أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده" أو "لا يَظلمون ولا يُظلمون"، وكان في البيت لغط، فنكل عمر، فرفضها رسول الله (ص). فقال عمر: إن النبي غلبه الوجع، (أو مدّ عليه الوجع)، (أو أن النبي يهجر)". وعندنا كتاب الله، (أو وعندكم القرآن) حسبنا كتاب الله.

فاختلف أهل البيت [من كان حاضراً في البيت] واختصموا، واختلفوا، أو كثر اللغط، بين من يقول: قربوا يكتب لكم، وبين من يقول: القول ما قال عمر... فقال (ص): "قوموا عني، ولا ينبغي عندي، (أو عند نبي) تنازع".

ويعرف هذا اليوم بيوم الرزية أو رزية يوم الخميس أيضاً، فكان ابن عباس كلما يذكر يوم الخميس الذي مُنع فيه الرسول من قلم وقرطاس (أو كَتِف) ليكتب الوصية يبكي ويقول: إن الرزية كلّ الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم.

أحداث الوفاة وما بعدها

المشهور أن رسول الله (ص) قد توفي في يوم الإثنين وتضاربت الأقوال في وقته؛ حين زاغت الشمس، أي ظهراً، وقيل قبل أن ينتصف النهار أيضاً في وقت دفنه فقيل دفن يوم الأربعاء، وقيل ليلة الأربعاء، وقيل توفي في الضحى وجزم به ابن اسحاق. وقيل الأكثر على أنه اشتد الضحى، وقيل توفي آخر يوم الإثنين.

تعتقد غالبية الإمامية أن النبي قبض في يوم الإثنين لليلتين بقيتا من صفر السنة 11 من الهجرة، وهو قول الشيخ الطوسي وغيره، ولو أخذنا ما ذكروه -بأن الرسول قد توفي بعد حجه بثمانين، أو بإحدى وثمانين يوماً- بعين الاعتبار، يتوافق مع ما عليه أغلب الإمامية، يعني 28 من صفر، هذا إذا كان مبدأ حساب الثمانين من يوم عرفة "فإن الحج عرفة" كما رووا.

كما تضاربت الأقوال في وقت دفنه أيضاً، فقيل دفن يوم الأربعاء وقيل دفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس. ويرى الواقدي بأن رسول الله دفن ليلة الثلاثاء. وعن عائشة، قالت: ما علمنا بدفن الرسول حتى سمعنا صوت المساحي ليلة الثلاثة في السحر. واتفق الزهري وابن كثير والعلامة المجلسي وابن سعد على دفن النبي في نفس اليوم الذي توفي فيه أي الإثنين من غير تحديد.

أين كبار الصحابة

مكان تواجد الصحابة والمقربين من رسول الله في لحظات اشتداده والتي يلفظ فيها آخر أنفاسه يحمل في طياته من الدلالات ما تساعد إلى استدراك القضايا المترابطة فيما بعد.

لحظة الوفاة

تضاربت الروايات فيما يتعلق بمكان تواجد أبي بكر بن أبي قحافة حين وفاة رسول الله:

على بعض الروايات أنه كان حاضراً عند النبي وعلى رواية كان قد ذهب لزيارة عشيرة من عشائر أهل المدينة.

حسب روايات أخرى لم يكن أبو بكر حاضراً لا في المسجد ولا عند النبي ولم تذكر مكان تواجده بالتحديد حينذاك.

على القول المشهور كان أبو بكر في السُّنْح خارج المدينة، فذهب سالم بن عبيد فأعلمه بوفاة رسول الله.

بالنسبة إلى عمر بن الخطاب الظاهر أنه قد حضر عند البيت بمعية أسامة وأبو عبيدة الجراح، بعدما وصلهم الخبر بأن النبي (ص) على وشك الموت قبيل أن يغادروا المعسكر، ولم يكن عمر يصدّق بأن النبي (ص) قد قبض، وكان يتوعد الناس بالقتل، حتى أنه قال: "إن رسول الله لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح موسى، ثم جاء أبوبكر وكان عمر يخاطب الناس فأمره بالصمت بعبارة: "على رسلك يا عمر" فأنصت، أو عبارة "أسكت" فسكت ابن الخطاب. ثم صعد أبو بكر فاستشهد بآي من القرآن الكريم، حتى فرغ منها ثم أردف: من كان يعبد محمداً قد مات ومن كان يعبد الله حيّ لا يموت.

هناك روايات تدلّ على أن علي بن أبي طالب (ع) كان المصاحب الأخير للرسول وفاضت نفس النبي (ص) واضعاً رأسه في حجر علي (ع)، فبناء على هذا يعتبر آخر شخص عهد به الرسول (ص) قبل رحيله، ويتأكّد ذلك من خلال خطبه والروايات الدالة عليه، منها:

إن علياً (ع) يقول: "فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين سحري وصدري نفسك، إنا لله وإنا إليه راجعون".

ولقد قبض رسول الله (ص) وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله (ص) والملائكة أعواني.

ما رواه ابن سعد بسنده إلى الشعبي، قال: توفي رسول الله (ص)، ورأسه في حجر علي...

في تجهيز النبي ومدفنه

قام علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب بتجهيز النبي (ص). يقول العاملي بأن علياً وبني هاشم لم يحضروا اجتماع السقيفة يوم الإثنين، لأنهم كانوا مشغولين بجهاز رسول الله (ص). وما عدا هؤلاء، والأناس العادّيين من أهل المدينة، بقية الوجهاء من الصحابة بما فيهم من المهاجرين والأنصار، كانوا في سقيفة بني ساعدة.

قد ورد في احتجاج لعلي بن أبي طالب (ع) والمعروف بحديث المناشدة في يوم الشورى الذي قال: هل فيكم أحد غسل رسول الله (ص) غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال: هل فيكم أحد أقرب عهداً برسول الله (ص) غيري؟ قالوا: اللهم لا. قال فأنشدكم الله: هل فيكم أحد نزل في حفرة رسول الله (ص) غيري؟ قالوا: اللهم لا. أو قال: فهل فيكم من كفن رسول الله (ص) ووضعه في حفرته غيري.

يعتقد الباحثون بأن دفنه (ص) كان نفس اليوم الذي توفي فيه عند العتمة، فإن تجهيز النبي وتغسيله وتكفينه ودفنه منذ أن قبضه الله لم يستغرق إلا نحو ساعتين، أو بضع ساعات.

في السقيفة

في اليوم الذي انتقل رسول الله (ص) إلى الرفيق الأعلى، أخذت وجوه من الصحابة تتناقش في سقيفة بني ساعدة لحسم أمر الخلافة بعد الرسول الأعظم. منهم الشيخان وأبو عبيدة بن الجراح من جانب المهاجرين وسعد بن عبادة وغيرهم من جانب الانصار.

ويذكر بأن ما جرى بين المهاجرين والأنصار في السقيفة كله قد وقع في بقية يوم الإثنين حتى الليل وشغلهم عن تجهيز رسول الله (ص) من تغسيله وتكفينه ودفنه الذي تمّ في نفس اليوم عند العتمة، وأنهم لم يعرفوا بدفنه إلا حين سمعوا صوت المساحي، فيتبين هنا بأن التجهيز لم يستغرق إلا بضع ساعات. والدليل على ذلك ما رواه ابن سعد والبيهقي عن عائشة، أو ما هو منقول عن الزهري الذي قال -نقلاً عن شيوخ من الأنصار في بني غنم-: سمعنا صوت المساحي آخر الليل، ليلة الثلاثاء، أو -بحسب ابن كثير- ما رواه سيف عن هشام عن أبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين وغسّل يوم الإثنين ودفن ليلة الثلاثاء. 

المصدر: ويكي شيعة



أحداث وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) 


في السیرة النبي الأعظم /

1- صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم وكتاب الجهاد باب جوائز الوفد

2- الطبقات الكبرى: 2/244، كنز العمال: 3/138

3- صحيح البخاري كتاب العلم: 1/22و 2/14، الملل والنحل: 1/22. الطبقات الكبرى: 2/244

اليوم الغرب يشنون حرب شعواء في الإساءة إلى نبي الرحمة صل الله وعليه وآله وسلم وإلى المقدسات الإسلامية مثل القرآن الكريم وعلى المسلمين كافة بالقتل والتعذيب والظلم الذي يجري.

لما اشتد مرض النبي صلى الله عليه وآله اجتمع الصحابة في داره، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده، فقال احد الصحابة: ان رسول الله قد غلبه الوجع عندكم القرآن حسبنا كتاب الله (1( .

وهكذا وقع التنازع والاختلاف وقالت النسوة من وراء الحجاب: ائتوا رسول الله صلى الله عليه وآله بحاجته.

فقال صحابي: فانكن صويحبات يوسف اذا مرض عصرتنّ اعينكن واذا صحّ أخذتنّ بعنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هن خير منكم (2) . ثم قال: قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع.

وكم كانت الامة بحاجة ماسة الى كتاب الرسول صلى الله عليه وآله هذا، حتى أن ابن عباس كان يأسف كلما يذكر ذلك ويقول: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله (3).

ولم يصر نبي الرحمة على كتابة الكتاب بعد اختلافهم عنده خوفاً من تماديهم في الاساءة وانكارهم لما هو اكبر.

فقد علم صلى الله عليه وآله بما في نفوسهم، وحين راجعوه ثانية بشأن الكتاب قال صلى الله عليه وآله: أبعد الذي قلتم؟! وأوصاهم ثلاث وصايا، لكن كتب التأريخ لم تذكر سوى اثنين منها وهما: اخراج المشركين من جزيرة العرب واجازة الوفد كما كان يجيزهم.

وعن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي صلى الله عليه وآله في صبيحتها دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وأغلق عليه وعليهم الباب.

وقال: يا فاطمة وادناها منه فناجاها من الليل طويلاً فلما طال ذلك خرج علي ومعه الحسن والحسين عليهم السلام وأقاموا بالباب والناس خلف الباب ونساء النبي ينظرون إلى علي عليه السلام ومعه ابناه.

فقالت عائشة: لأمر ما أخرجك منه رسول الله صلى الله عليه وآله وخلا بابنته دونك في هذه الساعة فقال لها علي عليه السلام: قد عرفت الذي خلا بها وأرادها له وهو بعض ما كنت فيه وأبوك وصاحباه مما قد سماه فوجمت دون أن ترد عليه كلمة.

وقال علي عليه السلام: فما لبثت أن نادتني فاطمة فدخلت على النبي صلى الله عليه وآله وهو يجود بنفسه فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه فقال لي: ما يبكيك يا علي ليس هذا أوان البكاء فقد حان الفراق بيني وبينك.

فاستودعك الله يا أخي فقد اختار لي ربي ما عنده وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي فقد أجمع القوم على ظلمكم وقد استودعتكم الله وقبلكم مني وديعة يا علي إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة.

ثم ضمها إليه وقبل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة.

فعلا صوتها بالبكاء ثم ضمها إليه وقال: أما والله لينتقمن الله ربي وليغضبن لغضبك فالويل ثم الويل للظالمين.

ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي عليه السلام: فو الله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه حتى همئت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه وهو يلتزم فاطمة عليها السلام لا يفارقها ورأسه على صدري وأنا مسنده والحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما.

قال علي: فلو قلت أن جبرئيل في البيت لصدقت لأني كنت أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها لأن جبرئيل عليه السلام لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي ولقد رأيت بكاء منها أحسب أن السموات والأرضين قد بكت لها.

ثم قال لها: يا بنية الله خليفتي عليكم وهو خير خليفة والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة والسموات والأرضون وما فيها.

وروى الشيخ الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة، فأملاه رسول الله صلى الله عليه وآله وصيته.

حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً ومن بعده اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثني عشر إمام، سماك الله في السماء علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا يصلح أن تكون هذه الأسماء لأحد غيرك.

يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غداً ومن طلقتها فأنا بريء منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة.

وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة سلمها إلى ابني الحسن البر الوصول.

ثم ذكر كل واحد واحد من الأئمة عليهم السلام وأن يسلمها إلى الإمام الذي بعده إلى أن تسلم إلى الإمام الثاني عشر صلوات الله عليهم أجمعين.

وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروف: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إذا أنا مت فلا تخمشي علي وجهاً ولا ترخي علي شعراً ولا تنادي بالويل ولا تقيمي عليّ نائحة.

ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عز وجل.

قال المفيد: ثم ثقل صلى الله عليه وآله وحضره الموت وأمير المؤمنين عليه السلام حاضر عنده فلما قرب خروج نفسه قال له: ضع يا على رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ثم وجهني إلى القبلة وتول أمري وصلِّ عليّ أول الناس ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي واستعن بالله تعالى.

فأخذ علي رأسه فوضعه في حجره فأُغمي عليه فأكبّت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:

وأبيض يستقي الغمام بوجهه

ثــمال اليــتامى عصمة للأرامل

ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينه وقال بصوت ضئيل: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم فبكت طويلاً فأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.

فجاءت الرواية أنه قيل لفاطمة عليها السلام ما الذي أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وآله فسرّى عنك به ما كنت عليه من الحزن والقلق بوفاته؟ قالت: إنه أخبرني أنني أول أهل بيته لحوقاً به وإنه لن تطول المدة بي بعده حتى أدركه فسرّى ذلك عني.

وفي رواية الصدوق عن ابن عباس فجاء الحسن والحسين عليهما السلام يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأراد علي عليه السلام أن ينحّيهما عنه فأفاق رسول الله صلى الله عليه وآله

ثم قال: يا علي دعني أشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني أما أنهما سيظلمان بعدي ويُقتلان ظلماً فلعنة الله على من يظلمهما ـ يقول ذلك ثلاثاً ـ ثم مد يده إلى علي فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ووضع فاه على فيه وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة صلوات الله عليه وآله.

فانسلّ علي عليه السلام من تحت ثيابه وقال: أعظم الله أجوركم بنبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء.

وقال الطبرسي وغيره ما ملخصه: أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله لملك الموت أمض لما أمرت له، فقال جبرئيل: يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا إنما كنت أنت حاجتي منها، فقال له: يا حبيبي جبرئيل أدن مني فدنا منه.

فكان جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وملك الموت قابض لروحه المقدسة فقبُض رسول الله صلى الله عليه وآله ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ففاضت نفسه فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها.

ثم وجّهه وغمّضه ومدّ عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.

قال الراوي: وصاحت فاطمة عليها السلام وصاح المسلمون ويضعون التراب على رؤوسهم.

روي سليم عن سلمان رضي الله عنه انه قال اتيت علياً وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان أوصى ان لا يغسله غير علي عليه السلام وأخبر عنه انه لا يريد ان يقلب منه عضواً إلا قلب له.

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله من يعينني على غسلك يا رسول الله قال جبرئيل فلما غسله وكفنه ادخلني وادخل أبا ذر والمقداد وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام فتقدم وصففنا خلفه وصلى عليه والمرأة في الحجرة لا تعلم قد أخذ جبرئيل ببصرها.

قال المفيد فلما فرغ من غسله وتجهيزه تقدم فصلى عليه وحده لم يشركه معه أحد في الصلاة عليه وكان المسلمون في المسجد يخوضون فيمن يؤمهم في الصلاة عليه وأين يدفن.

فخرج إليهم أمير المؤمنين عليه السلام وقال لهم ان رسول الله صلى الله عليه وآله أما منا حياً وميتاً فيدخل عليه فوج بعد فوج منكم فيصلون عليه بغير إمام وينصرفون.

وان الله لم يقبض نبياً في مكان إلا وقد ارتضاه لرمسه فيه واني لدافنه في حجرته التي قبض فيها فسلم القوم لذلك ورضوا به.

روي الكليني عن أبي مريم الأنصاري قال قلت لأبي جعفر عليه السلام كيف كانت الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله قال لما غسله أمير المؤمنين عليه السلام وكفنه سجاه ثم ادخل عليه عشرة فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السلام في وسطهم فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسلمياً فيقول القوم كما يقول عليه السلام حتى أهل المدينة والعوالي.

قال المفيد ولما صلى المسلمون عليه صلى الله عليه وآله انفذ العباس بن عبد المطلب برجل إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يحفر لأهل مكة ويصرح وكان ذلك عادة أهل مكة وانفذ إلى زيد بن سهل وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد فاستدعاهما.

وقال اللهم خر لنبيك فوجد أبو طلحة زيد بن سهل وقيل له احفر لرسول الله صلى الله عليه وآله فحفر له لحداً ودخل أمير المؤمنين والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس وأسامة ابن زيد ليتولوا دفن رسول الله صلى الله عليه وآله.

فنادت الأنصار من وراء البيت يا علي انا نذكرك الله وحقنا اليوم من رسول الله صلى الله عليه وآله ان يذهب أدخل منا رجلاً يكون لنا به حظ من مواراة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال ليدخل أوس بن خولي وكان بدرياً فاضلاً من بني عوف من الخزرج فلما دخل قال له علي عليه السلام أنزل القبر فنزل ووضع أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليهما وآلهما وسلم على يديه وولاه في حفرته فلما حصل في الأرض قال له أخرج فخرج ونزل على القبر فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ووضع خده على الأرض موجهاً إلى القبلة على يمينه ثم وضع عليه اللبن وأهال عليه التراب انتهى.

وروي عن بصائر الدرجات عن أبي عبد الله عليه السلام أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل عليه السلام ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر.

قال ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره فرأهم في منتهى السموات إلى الأرض يغسلون النبي معهم ويصلون معه عليه ويحفرون له والله ما حضر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم.

قال في نهج البلاغة من خطبة له عليه السلام ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله اني لم أرد على الله سبحانه ولا على رسوله ساعة قط ولقد واسيته في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وتتأخر الأقدام نجدة أكرمني الله بها.

ولقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وان رأسه لعلى صدري وقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ولقد وليت غسله والملائكة أعواني فضجت الدار والأفنية ملاء يهبط وملاء يعرج وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى وأريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حياً وميتاً.

وقال السيد بن طاووس في كشف المحجة: وكان من جملة حقوقه صلى الله عليه وآله بعد وفاته وخاصة يوم الممات ان يجلس المسلمون كلهم على التراب بل على الرماد ويلبسوا أفضل ما يلبسه أهل المصائب من السواد ويشتغلوا ذلك اليوم خاصة عن الطعام والشراب ويشترك في النياحة والبكاء والمصائب الرجال والنساء ويكون يوماً ما كان يوم مثله في الدنيا ولا يكون.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم وكتاب الجهاد باب جوائز الوفد

2- الطبقات الكبرى: 2/244، كنز العمال: 3/138

3- صحيح البخاري كتاب العلم: 1/22و 2/14، الملل والنحل: 1/22. الطبقات الكبرى: 2/244


وسوم النبي محمد, رسول الله, الإساءة
شارك في نشر الموضوع



Popular posts from this blog

ادعية شهر رمضان اليومية

مناسبات واعمال شهر رمضان المبارك

مناسبات واعمال شهر ذو الحجة